لا أعتبر نفسي منشطا في ''حانوت مايكر'' بل مؤدي رسالة أكد الممثل، مصطفى لعريبي، مشاركته في الفيلم السينمائي الثوري ''كريم بلقاسم'' للمخرج أحمد راشدي، المزمع انطلاق تصويره شهر أكتوبر القادم، بتجسيد دور رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة بن يوسف بن خدة. وقال في حوار مع ''الخبر''، إنه لم يوافق على المشاركة في مسلسل ''دموع القلب''، المقرر عرضه في شهر رمضان، إلا من باب الاحترام لمخرجه بشير سلامي. تتفرغ، حاليا، لدور ''أيمن'' في المسلسل الدرامي ''دموع القلب'' للمخرج بشير سلامي، هل من تحليل مقتضب لهذه الشخصية؟ - شخصية ''أيمن'' بسيطة وسهلة وغير مركبة، وهي تجسد طبيبا متخلقا متهما في قضية المتاجرة بالأعضاء البشرية، مما يجعله يتخبط في دوامة من المشاكل والمواقف الدرامية، فضلا عن معاناته من الفراغ العاطفي، إلى أن يلتقي ب''حنان'' التي تؤدي دورها الممثلة رانيا سيروتي، فتجمعهما قصة حب تكلل بالزواج. سبق لك أن تعاملت مع المخرج بشير سلامي في فيلم ''صفية''، كيف تجد التعامل معه؟ - بشير سلامي المخرج لا يختلف عن بشير سلامي الإنسان، فهو شخص مهذّب وخلوق وحساس ومتواضع، كما أنه يوفر للممثل أجواء عمل مريحة، ويتعامل معه بمنتهى الهدوء والرصانة. أضف إلى ذلك، أنه يأخذ بالانتقادات التي توجّه إليه بعين الاعتبار وبصدر رحب. علما أنه من خلال مشاركتي في ''دموع القلب''، لاحظت أن إدارته التصوير تغلب على توليه الإخراج.. (يقولها وهو يضحك). فضلت الاكتفاء بإطلالة واحدة عبر الشبكة البرامجية لرمضان 2012، خلافا للسنوات الماضية، لماذا؟ - في الحقيقة، لم أوافق على المشاركة في ''دموع القلب'' إلا من باب الاحترام لبشير سلامي، كون برنامج ''حانوت مايكر'' الذي أنشطه للتلفزيون الجزائري يستحوذ على كل وقتي، فإعداده ليس بالأمر الهين، حيث إننا نضطر للانتقال من ولاية إلى أخرى، والمكوث بكل ولاية خمسة أيام كاملة لإعداد حلقة واحدة، شعارها تعميم المصلحة والفائدة على المواطنين، ومن ثمة بلوغ الهدف المرجو من البرنامج. لذا، أغتنم هذه الفرصة لشكر فريق ''دموع القلب'' على تفهمه لظروف عملي، وكذا استسماحه على عدم تقيدي بأوقات التصوير في كثير من الأحيان. على ذكر ''حانوت مايكر''، ما تقييمك لهذه التجربة؟ - لقد استنفد جل قواي، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، حتى أن ابنتي نريمان البالغة من العمر 11 سنة، طلبت مني ذات يوم أن أسمح لها بالذهاب للمبيت في بيت عمها، ولما رفضت الفكرة، قالت لي: ''لا أفهم لِمَ ترفض وأنت الحاضر الغائب بيننا؟!''. حينها، أحسست بالذنب وسمعت ضميري يؤنبني على تقصيري في حق أسرتي. لكنني، بالمقابل، أشعر بالارتياح كلما تذكرت الرسالة النبيلة التي أقدمها عبر البرنامج. أتعتقد أن اشتغالك بالمركز الدولي للصحافة ساعدك على تنشيطه؟ - صراحة، لا أعتبر نفسي منشطا في ''حانوت مايكر''، بل مؤدي رسالة تخدم المجتمع، رسالة موجهة إلى الأثرياء والميسورين لغرض مساعدة الفقراء والمحتاجين، ومنه إبراز روح التكافل والتعاون ما بين الجزائريين. أعتقد أن البرنامج ساعد على إظهار بعض الجوانب الخفية من شخصيتي، فأنا بطبعي إنسان مرهف الإحساس وسريع البكاء، الأمر الذي يجعل تعاطفي مع أصحاب المحلات التي نقصدها، وكذا تأثري بالنتيجة الإيجابية التي نتوصل إليها في نهاية كل حلقة واضحين للمشاهد. فعلا، ''حانوت مايكر'' أضاف لي الكثير، ليس على المستوى الفني فحسب، بل الإنساني أيضا. شاركت أيضا في مسلسل ''مجاهدون في الظلام'' لكنه لم يعرض بعد، ألا تترقب أن يفرج عنه ضمن إطار الخمسينية؟ - أرجو ذلك، فالمسلسل الذي اشترك في إخراجه نزيم قايدي ومحمد لبصير لا يزال قيد الظلام إلى حد الآن، رغم جاهزيته للعرض منذ سنة .2003 آمل أن يفرج عنه، هذه السنة، بمناسبة الاحتفال بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية، فهو مسلسل ثوري من 15 حلقة، وهذه الفرصة مواتية لإخراجه إلى النور، زيادة على مشاركتي في مسلسل ''الشبكة'' الذي لا يزال، هو الآخر حبيس أدراج التلفزيون الجزائري. وماذا عن جديدك؟ - أستعد للمشاركة في فيلمين سينمائيين، الأول ثوري تحت عنوان ''كريم بلقاسم'' للمخرج أحمد راشدي، الذي اقترح عليّ دور رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة أثناء الثورة بن يوسف بن خدة، والثاني كوميدي يحمل عنوان ''مائة بالمائة حلال'' للمخرج محمد زموري، الذي عرض عليّ شخصية ''عطا الله''، علما أن انطلاق تصويرهما سيكون شهري أكتوبر ونوفمبر القادمين على التوالي.