شدد أول أمس، ببسكرة، الدكتور محمد ارزقي فراد، على ضرورة أن يعيد الباحثين والمثقفين قراءة بن نافع قراءة وطنية، في إطار تكامل من شأنه أن يزرع التآخي بين الجزائريين، فكسيلة وعقبة جزء من ثقافتنا وتاريخنا والجزائر تسع الاثنين. وألح الدكتور أرزقي فراد، في مداخلته بملتقى عقبة بمدينة سيدي عقبة، على ضرورة التصالح مع مكونات تاريخنا ببعده الأمازيغي والعربي الإسلامي. مضيفا أن ما يلاحظه ميدانيا أن هناك من يقرأ فترة عقبة وكسيلة بطريقة تنافرية تثير البغضاء والشحناء بين الجزائريين عن طريق التعصب لهذا أو لذاك. ويرى فراد أن الأهم هو طرح العلاقة بين الرجلين على أساس أن مقاومة كسيلة لم تكن موجهة ضد الإسلام، بل كانت من باب الدفاع عن الوطن، وبالنسبة للفاتحين، فلم يأتوا إلى شمال إفريقيا لأغراض اقتصادية نفعية، كما ادعت بعض الدراسات الكولونيالية، بل جاؤوا تلبية لرسالة الإسلام، الأمر الذي أدى حسب المتحدث، إلى اصطدام مؤقت لم يؤزم العلاقات، التي سرعان ما تحسنت بين الطرفين. وبهذا المنظور يقول المحاضر أنه من الأنسب أن يعاد الاعتبار لكسيلة الذي ذكر بعض المؤرخين بشأنه، منهم عثمان سعدي وموسى إقبال، أنه قتل عقبة بن نافع رضي الله عنه دفاعا عن شرفه العسكري وليس رفضا للإسلام، بدليل، يضيف المتدخلّ، أنه أحسن معاملة مسلمي القيروان لمدة 5 سنوات التي حكمها، قائلا ''ولا أستبعد أن يكون الأمازيغ المسلمين هم الذين تكفّلوا بدفن جثمان عقبة وأصحابه''. وأوضح فراد أن هناك من يرى أن كسيلة، سعى لتأسيس النواة الأولى للدولة الإسلامية في المغرب. علما أن مكانة عقبة مرموقة لا يختلف فيها اثنان باعتباره أحد الفاتحين الكبار لشمال إفريقيا ولكنه يبقى إنسان له أخطاؤه.