يستمر تضارب التصريحات بين العواصمالغربية حول حل الأزمة السورية. ففي الوقت الذي ذكرت الخارجية البريطانية أنها توصلت إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وبقبول روسي يقضي بعقد مؤتمر دولي بالعاصمة السويسرية لمناقشة انتقال السلطة في دمشق، قال وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، إن الحديث الدائر عن اتفاق المجتمع الدولي على إرغام الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي من الحكم ''لن يحل الأزمة السورية''. وكانت صحيفة ''الغارديان'' البريطانية نقلت عن مسؤولين في الخارجية أن لندن وواشنطن قبلتا بفكرة إقامة مؤتمر يحضره ممثلون عن الحكومة السورية، على أن يتركز النقاش حول تخلي بشار الأسد عن السلطة وتسليمها لأحد مؤيديه لتشكيل حكومة تشمل جميع القوى السياسية وإجراء انتخابات جديدة بعد 18 شهرا بعد بداية عملية تسليم السلطة. من جانب آخر، ينتظر أن يناقش المؤتمر مسألة منح الحصانة للرئيس السوري في إطار عملية تسليم السلطة. من جهته، أشار وزير الخارجية السويسري، ديدييه بورخلتر، أمس، أنه أبلغ المبعوث المشترك للأمم المتحدة استعداد بلاده لاحتضان المؤتمر، مع الإشارة إلى أن المبعوث الأممي لم يحدد بعد تاريخ انعقاد المؤتمر، فيما جددت الخارجية الفرنسية تأكيدها عقد مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر مطلع الشهر المقبل. ميدانيا، شهدت المحافظات السورية تصعيدا لعمليات العنف، حيث أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 60 شخصا، غالبيتهم في مدينتي درعا وحمص، فيما أشارت الصحافة الأمريكية نقلا عن مصادر مطلعة معلومات تفيد بوجود مجموعة من الخبراء العسكريين الأمريكيين التابعين لجهاز الاستخبارات بجنوب تركيا، في مهمة سرية للتعرف على الجماعات المسلحة الناشطة في سوريا، في محاولة لتحديد مع من سيتم التعامل، على اعتبار أن الولاياتالمتحدة تسعى لتفادي تقديم الدعم لجماعات متطرفة أو على علاقة بتنظيم القاعدة. من جهة أخرى، أكد وزير الإعلام الأردني، سميح المعايطة، خبر فرار طيار سوري لجأ إلى الأراضي الأردنية على متن طائرة حربية من طراز ميغ ,21 وطلب حق اللجوء السياسي، وهو الطلب الذي قبلته عمان. في حين وصفت دمشق الطيار بالخائن وطالبت بتسليمه، بينما دعت أمريكا الجيش السوري لأن يعيد النظر في علاقته مع نظام الأسد. في الغضون، ذكرت الخارجية البريطانية أنها نجحت في إجبار السفينة الروسية ''أم في ألد'' المحملة بطائرات حربية للنظام السوري على العودة أدراجها، وذلك من خلال سحب التأمين على السفينة ''بسبب طبيعة الحمولة العسكرية''، الأمر الذي دفع الطاقم للعودة إلى روسيا وتفادي العبور عبر القناة البريطانية. وقد أكد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن ''أم في ألد'' في طريق عودتها إلى موطنها الأصلي روسيا. فيما قال وزير الخارجي، سيرغي لافروف، في وقت سابق، أن السفينة تحمل 3 طوافات قديمة خضعت للصيانة في روسيا، وأنها ستتوجه إلى سوريا.