في وقت تبحث المجموعة الدولية عن حلول أو مشاريع حلول للأزمة السورية، تزداد الفجوة بين أطياف المعارضة، في حين يواصل الأسد ''ارتكاب المجازر الواحدة تلوى الأخرى'' مثلما تتهمه به المعارضة. وفي وقت افتتح أمس بالجامعة العربية أمس افتتاح لقاء للمعارضة السورية لتوحيد رؤيتها حول الانتقال السياسي، خرج الجيش الحر ليعلن رفضه اللقاء واعتبره مؤامرة للحيلولة دون التدخل العسكري في سوريا للحفاظ على أرواح الشعب. ووصفت القيادة العامة ''للجيش الحر'' مؤتمر المعارضة السورية الذى تنظمة الجامعة العربية في القاهرة أمس واليوم، بأنه ''مؤامرة''. وقال الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين في بيان له كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية ''نعلن مقاطعتنا ورفضنا المشاركة في المؤتمر المؤامرة الذي يعقد في القاهرة للمعارضة السورية''. ولفت إلى أن ''المؤامرة التي تعقد في القاهرة تنص وبشكل مريب على رفض التدخل العسكري الدولي لإنقاذ شعبنا وحمايته، بل وتتجاهل قضايا غاية في الأهمية منها مسألة فرض المناطق الآمنة المحمية من المجتمع الدولي والممرات الإنسانية والحظر الجوي وتسليح ودعم الجيش الحر في الداخل''. وأضاف البيان أن مؤتمر القاهرة يأتي ''عقب المقررات الخطيرة لمؤتمر جنيف التي تصب كلها في خانة إنقاذ النظام السوري والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة. وذكرت تقارير إعلامية أن المعارضة المسلحة طلبت من واشنطن تسليحها، وهو الطلب الذي جددت رفضه، وقالت إنها تساعدهم بكل شيء ما عدا السلاح. وفي القاهرة، أشار أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي عند افتتاح اجتماع المعارضة السورية بمقر الجامعة العربية، إلى ''ضرورة بدء مرحلة عملية انتقال السلطة في سوريا''، وأوضح أن ''اجتماع جنيف لم يصدر إشارة واضحة وصريحة بالجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة''. من جانبه دعا وزير خارجية مصر كمال عمرو الذي تلا كلمة الرئيس محمد مرسي، إلى ''الوقف الفوري للقتل ضد المدنيين والحفاظ على وحدة الشعب السوري''، مقدما ''الدعم الكامل لنضال الشعب السوري''، وشدد على أن ''سوريا في وحدتها وسلامتها خط أحمر''. أما وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، فقال إن ''الاهتمام الأول يجب أن ينصب على توحيد الجهود، وأن تكون المعارضة ممثلة تمثيلا شاملا''، لافتا إلى أن ''وضع سوريا اليوم يذكرنا بوضع العراق منذ 10 سنوات''. وأشار وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى أن ''تركيا ساندت منذ البداية مطالب الشعب السوري والثورة''، مشددا على أن ''النظام السوري الآن فقد شرعيته وابتعد كثيرا عن المنطق''. من جهته، دعا ناصر القدوة نائب مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، المعارضة السورية إلى ''إنجاز وحدة الموقف والأداء باعتبارها ضرورة ملزمة وليست خيارا، بهدف تعزيز ثقة الشعب فيها وكسب التأييد الدولي لها''. وفي سوريا طرح ''التكتل الوطني الديمقراطي'' المؤلف من خمسة أحزاب سورية مشكلة حديثا بموجب قانون الأحزاب أمس، مسودة مبادرة أولية تتضمن هدنة عسكرية على ثلاث مراحل، للخروج من الأزمة، والانتقال بها إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية، على أن يكون للمبادرة راع دولي. وكان قد أصدر الرئيس الأسد ثلاثة قوانين حول مكافحة أعمال العنف والإرهاب ، كان أقرها البرلمان السوري.