سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شاب يقول: رسالة جاء فيها أنّ شيخاً رأى النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، في منامه، فأعطاه وصيّة مَن نشرها يكون له جزاء كبير ومَن أهملها حلّت عليه العقوبة. فهل نصدِّق ما جاء فيها أم لا؟
ليس كلّ مَن قال إنّه رأى النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، في منامه يكون قد رآه حقًّا، وإنّما مَن يراه بأوصافه الثابتة بالنّقل الصّحيح هو الذي يكون قد رآه حقًّا، مصداقًا لما جاء في الحديث الصّحيح: ''مَن رآني في المنام فقد رآني حقًّا، فإنّ الشّيطان لا يتمثّل بي'' رواه البخاري ومسلم، ولما جاء في الحديث المتّفق عليه: ''مَن رآني فقد رأى الحقّ، فإنّ الشّيطان لا يتزيّا بي'' أخرجه البخاري ومسلم. فمَن رأى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بغير أوصافه، كأن رآه طويلاً جدًّا أو قصيرًا أو شديد السّمرة أو رأى لحيته بيضاء كلّها بالشّيب، فإنّه لم يَرَ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، حقًّا. ''فقد كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أحسنَ النّاس وجهًا وأحسَنهم خَلقًا، ليس بالطّويل البائن ولا القصير'' أخرجه البخاري ومسلم. ''وكان، صلّى الله عليه وسلّم، أبيض مليح الوجه'' رواه مسلم. ''وكان وجهه مثل الشّمس والقمر وكان مستديرًا'' رواه مسلم. ''وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، مربوعًا، أي ليس بالطويل ولا القصير، عريض ما بين المنكبين، كثّ اللّحية، تعلوه حمرة، جمّته إلى شحمة أذنيه، أي شعره يصل إلى شحمة أذنيه'' رواه البخاري. ''وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لا يضحك إلاّ تبسُّمًا، وكنت إذا نظرتُ إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل'' أخرجه أحمد والترمذي. وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: ''كان ضحكُه التبسُّم'' رواه البخاري. وهذه بعض أوصافه، صلّى الله عليه وسلّم، الثابتة في الأحاديث الصّحيحة. فمَن رأى في منامه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بهذه الأوصاف لا بغيرها، فقد رآه حقًّا، وهي بُشرى طيِّبة للعبد المؤمن الصّالح الذي يطيع اللهَ ويطيع رسولَه، صلّى الله عليه وسلّم، ويتَّبعه. أمّا مسألة التّشريع الجديد في الرُّؤى والأحلام، فهذا مخالف لنصِّ الكتاب الذي جاء فيه: {اليومَ أكمَلت لكُم دينَكم وأتممتُ عليكم نِعمتي ورَضيتُ لكم الإسلام دينًا}. وقد ذكر العلماء أنّ الرُّؤى لا تؤخَذ منها الأحكام.. والله أعلم.