رفض عدد من أصحاب الوكالات السياحية بتمنراست وإليزي، الانخراط في مسعى وزارة السياحة القاضي بتحضير الموسم السياحي للجنوب الكبير لهذه السنة، والمزمع افتتاحه شهر أكتوبر المقبل، لأن الأمر لا يعدو أن يكون درا للرماد في العيون، وإلا لماذا لم تلتفت الوزارة من حولها لإلغاء الشروط التعجيزية المسلطة على الوكالات من قبل الخطوط الجوية الجزائرية. قال صاحب الوكالة السياحية بتمنراست ''مولا مولا''، بن عبد الكريم عبد الكريم، في اتصال معه أمس إنه تم استدعاء عدد من أصحاب الوكالات السياحية بتمنراست قبل بضعة أيام من قبل الكاتب العام لوزارة السياحة، لأجل منحهم الضوء الأخضر وتشجيعهم على التحضير للموسم السياحي القادم، بعد أن وعدهم بتقديم كل التسهيلات المتعلقة بذلك. ولم يخف المتحدث استياءه للمنطق المتبع من قبل الوزارة منذ أعوام، وقال ''إني لا أوافق ولا أنخرط في مسعى وزارة السياحة الرامي إلى تحضير الموسم السياحي لهذه السنة بالجنوب الكبير، لأن هناك تلاعبا من طرف الوزارة وعدم جدية من طرف السلطات العمومية في التكفل بتنمية السياحة المحلية''. وقال إن الدليل على ذلك هو أن الوزارة لم تتحرك ولم تلتفت من حولها لإلغاء الشروط التعجيزية المسلطة على عشرات الوكالات السياحية في الجنوب الكبير من قبل شركة الخطوط الجوية الجزائرية رغم المتاعب والمشاكل التي يعاني منها أصحاب هذه الوكالات، ولاسيما في الجانب الاجتماعي. ومن بين الشروط التي كبحت إرادة الوكالات في العمل، اشتراط الجوية الجزائرية على أي وكالة سياحية جمع ما لا يقل عن 15 سائحا ممن يرغبون في زيارة ولايات الجنوب الكبير (تمنراست-إليزي-بشار..) وتسجيلهم في قائمة يتم إرسالها إلى مديرية السياحة لتلك الولاية التي تقوم بدورها بإيفادها إلى مديرية شركة الخطوط الجوية الجزائرية حتى يستفيدوا من تخفيض في سعر التذكرة. وكان هذا الشرط، هو النقطة التي أفاضت الكأس في أوساط المتعاملين في قطاع السياحة ممن لم يستسيغوا هذا المنطق، وقالوا إنه في حالة جمع 10 سياح، هل يعقل أن ننتظر لعدة أيام حتى يكتمل عددهم 15، ليستفيدوا من هذا التخفيضات المزعومة، ما يطرح بالتالي تساؤلات عن نوع السياحة المحلية التي يراد تنميتها وترقيتها في ولايات الجنوب. وكان هذا الشرط التعجيزي وراء عدم انطلاق الموسم السياحي لسنة 2011 والمقرر افتتاحه شهر أكتوبر من كل سنة. وإلى ذلك، كان المكلف بالفضاء السياحي الصحراوي (أتاكور) المشكّل من خمس وكالات سياحية بتمنراست، قد اعترف رفقة رئيس جمعية الوكالات السياحية لولاية إليزي، بأنه في غمرة المشاكل المطروحة لا توجد أي جهة يمكن التوجه إليها للتباحث معها في سبل إنقاذ الموسم السياحي، حتى يتم إنقاذ آلاف العائلات من الفقر والبطالة. وكان الوزير الأول أحمد أويحيى قد أعلن قبل بضعة أشهر أن السياسة المنتهجة في مجال السياحة بالجزائر يعتريها الفشل. ولكن عند اتصالنا بوزارة السياحة لمعرفة مدى مسؤوليتها بشأن المشاكل التي يتحدث عنها عدد من أصحاب الوكالات السياحية، أجابنا مسؤول -رفض الكشف عن اسمه- قائلا ''إن مشكلة الوكالات السياحية في تمنراست وإليزي وبشار وأدرار، يكمن في استقبال السياح القادمين من الخارج وليس في جمع 15 سائحا قادمين من داخل البلاد، ولذلك فإن العجز عن جمع 15 سائحا هو مسؤولية الوكالات السياحية التي لم تبدل جهودا لتسويق المنتوج السياحي، لأن الإدارة لا يمكن أن تحل محل الوكالات السياحية، قبل أن يختم قوله ''متى نتحدث عن رحلات شارتر خاصة بالسياحة الداخلية، تحجز فيها مقاعد الطائرة كاملة إذا لم ننجح اليوم في جمع نصاب 15 سائحا في قائمة ترسل إلى الخطوط الجوية الجزائرية''.