اختطف مسلحون أمس 48 زائرا إيرانيا في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق. وأكد مسؤول في السفارة الإيرانية بدمشق في تصريح لقناة العالم الإخبارية قيام مسلحين بخطف 48 زائرا إيرانيا في سوريا، موضحا أن الزوار الإيرانيين اختطفوا بعدما انطلقت حافلتهم من الفندق في ريف دمشق إلى حرم السيدة زينب. بموازاة استمرار الاضطرابات التي تعيشها مختلف المدن السورية المنتفضة، تميزت أوضاع سوريا يوم أمس بالمواجهات العنيفة بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة بعدد من أحياء دمشق وبمدينة حلب التي تمكن فيها الجيش الحر من احتلال مقر الإذاعة ثم تدميره بعد الانسحاب منه، وبمواصلة تثبيت أقدام مقاتليه بمواقع جديدة. وأعلن الجيش السوري الحر يوم أمس أنه بات يسيطر على حوالي ستين بالمائة من أحياء مدينة حلب، كما أعلن بأنه استطاع السيطرة على مقر إذاعة المدينة، لكنه أقدم على تفجيره بعبوات ناسفة بعد انسحاب مقاتليه منه بسرعة نتيجة لتحليق طائرات حربية في سماء المدينة، وخوفا من القصف الجوي للمقر. وفي أعقاب هذا تناقلت الأخبار أن القنوات السورية الأرضية الأولى والثانية في مدينة حلب قد توقفت عن البث، وقد أكدت هذا الخبر سلطات دمشق حسب برقية لوكالة الأنباء السورية ''سانا'' وإن نفت رواية المعارضة، وقد جاء في برقية الوكالة أن ''الإرهابيين هاجموا المركز الإذاعي والتلفزيوني في منطقة الإذاعة في حلب''، وأن ''عددا من المهاجمين قتلوا وأصيبوا أثناء الهجوم وتصدي قوة من الجيش لهم''. أما الأخطر من هذا فتمثل في الخبر الذي يتحدث عن الهجوم العنيف ل''الحر'' على مطار منغ بريف المستهدف منذ اندلاع معركة حلب. وفي تطور لاحق، أعلن هذا الجيش بأن قواته تمكنت من محاصرة مبنى قصر العدالة، وضمن هذا السياق دائما، أُعلن عن أحكام مقاتلي المعارضة سيطرتهم على عدة مواقع بالمدينة، من بينها مخفر حي السكري، كما واصلوا تقدمهم باتجاه وسط المدينة بعد أن تمكنوا من قتل عدد من ''الشبيحة''، زيادة على هذا تحدثت معظم المصادر عن معارك عنيفة دارت وتدور ببقية أحياء المدينة، خاصة حي صلاح الدين الذي يتعرض حسب برقية لوكالة ''رويترز'' لقصف بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر. هذه التطورات تؤكد أن المبادرة العسكرية بهذه المدينة الإستراتيجية الهامة أصبحت بيد المعارضة، وبالتالي فشل الجيش النظامي في استردادها، رغم كل القوات التي خصصها لتطهيرها من خصومه المتمردين، لكن مع هذا واصلت دمشق إرسال التعزيزات على أمل كسر شوكة قوة هؤلاء المتمردين. بموازاة هذا، تواصلت الاشتباكات في العاصمة دمشق مع تمركز القتال حسب معظم البرقيات الإخبارية بالأطراف الجنوبية للعاصمة، وفي هذا المعنى أجمعت الوكالات على أن حي التضامن ظل يتعرض طيلة نهار أمس لقصف مدفعي شديد، كما ظلت تسمع أصوات الانفجارات وإطلاق النار في بعض أحياء وسط العاصمة، وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات في الجهة الغربية للمدينة، وهو ما يعني أن ما سبق وأن أعلنته الحكومة السورية من تطهير المدينة من المسلحين غير دقيق. سياسيا قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، عبد الباسط سيدا، إن قرار تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على المشروع الذي قدمه السفير السعودي باسم المجموعة العربية، والذي يدين استخدام الحكومة السورية الأسلحة الثقيلة، وعجز مجلس الأمن عن اتخاذ موقف حازم من الأزمة، قال إنه يعني أن النظام السوري ''فقد شرعيته''، أما مندوب سوريا في المنظمة الأممية بشار الجعفري، فأعرب عن مخاوفه من أن تكون الموافقة بداية لتقديم الدعم للجماعات الإرهابية على حد تعبيره، ومن جهتها استبقت روسيا عرض المشروع وجلسة مناقشته بتأكيدها على أنها ستقف في وجهه وترفضه، وهذا على عكس الولاياتالمتحدة وفرنسا الرئيس الحالي لمجلس الأمن اللتين أعلنتا دعمهما الكامل للقرار الذي أيدته 133 دولة وامتنعت 31 دولة عن التصويت عليه، للإشارة قرارات الجمعية العامة لا تحمل أي صيغة إلزامية أو تنفيذية، وإنما تبقى مجرد قرارات ذات قيمة معنوية لا أكثر.