وافقت حكومة ميانمار على دخول منظمات إغاثية إسلامية إلى داخل أراضيها لتقديم العون اللازم للنازحين من مسلمى أقلية الروهينغيا، بعد الأحداث الدامية التى جرت فى البلاد على مدى الأشهر الماضية. وأسفرت مجازر ميانمار عن حرق وقتل وجرح وتشريد آلاف المسلمين، ما استدعى تدخل منظمة التعاون الإسلامي، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فضلا عن المظاهرات التي اندلعت أمام سفارات ميانمار في عدد من العواصم العربية والإسلامية والمنددة بمجازر البوذيين في حق المسلمين. وجاءت موافقة الحكومة في ميانمار بعد لقاء جرى بين وفد منظمة التعاون الإسلامى، ورئيس ميانمار، ''ثين شين''، في العاصمة رانغون، أمس الأول، جرى خلاله استعراض الأحداث التي جرت في البلاد، وسبل تقديم العون للمتضررين منها. وأكد الرئيس الميانماري ''ثين شين'' أن ما جرى لم يأت جراء خلافات دينية، ''بقدر كونها مشاكل اجتماعية بين القوميات المختلفة''، مكررا أكثر من مرة ب''أن بلاده تُعرف بتعددها العرقي والديني''، مشيرا إلى حرصه على أن يعلم العالم الإسلامي على وجه الخصوص حقيقة ما دار في إقليم أراكان. من جانبه قام وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو وعقيلة رئيس الوزراء أمينة أردوغان بزيارة لمسلمي الروهينغيا في معسكر باندوبا بميانمار، وقاما بتوزيع المساعدات عليهم في أول زيارة لمسؤول رفيع خارج نطاق برنامج الأممالمتحدة. وأفادت وكالة الأناضول أن مسؤول الهلال الأحمر التركي أعطى لداود أوغلو وعقيلة أردوغان معلومات بشأن أوضاع المسلمين في المعسكر قائلا إن ''8 آلاف و532 لاجئ وزعوا على 801 خيمة''، مضيفا أن ''الهلال الأحمر وزع الأغذية وأطقم من أدوات مطبخ لكل عائلة''. وقال وزير الخارجية التركي إن ''الهلال الأحمر التركي والصليب الأحمر الدولي سيعملان اعتبارا من اليوم سويا حسب الاتفاقية الموقعة في الزيارة''. وردا على سؤال عقيلة رئيس الوزراء حول أهم المشاكل التي تواجه الهلال الأحمر في المعسكر، قال المسؤول إنهم ''يواجهون مشاكل بشأن السكن وإيجاد الأغذية''. وقالت السيدة أردوغان إن ''الأوضاع في المعسكر صعبة جدا ولا يمكن تحملها''. وكانت مديرية إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لرئاسة الوزراء التركية أعلنت عن تمكنها من جمع ما يقرب من ال3 ونصف مليون ليرة تركية فى إطار حملتها لجمع التبرعات لمسلمي ''الروهينغيا'' فى إقليم أراكان بميانمار، والذين يعانون من التطهير العرقي والمجازر والحرب الأهلية من قبل البوذيين. وزار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وزوجته أمينة ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو إقليم أراكان، نهاية الأسبوع الماضي، لتفقد أحوال المسلمين هناك، في زيارة هي الأولى من نوعها يقوم بها زعيم دولة أجنبية لميانمار لتقديم المساعدة إلى أهل ''الروهينغيا''، باستثناء المساعدات التى تقدمها لهم منظمة الأممالمتحدة.