تميزت تطورات الأحداث في سوريا يوم أمس بإعلان لجان التنسيق المحلية للثورة السورية، أن الجيش الحر أسقط طائرة مقاتلة من طراز ميغ 23 أثناء قصفها لمواقع فوق مدينة الموحسن التابعة إداريا لمحافظة دير الزور، وبث ناشطون صوراً قالوا إنها للطائرة التي تمكنوا من إسقاطها لكن السلطات السورية نفت إسقاط الطائرة، وإنما أرجعت سبب سقوطها إلى خلل تقني أصاب أجهزتها. وبموازاة هذا تتواصل الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر بعدة أحياء من مدينة حلب التي تحولت هذه الأيام مؤشرا على أن معركتها هي التي ستحدد نتائج الحرب. وعن حصيلة يوم أمس، أشارت مختلف التقارير الإعلامية إلى أن الجيش النظامي قصف أحياء هنانو وصلاح الدين والصاخور، كما أعلن لواء التوحيد التابع هو الآخر للجيش الحر، أنه تمكن من تدمير دبابتين قرب دوار السبع بحرات في حلب دائما، لكن وبلغة مغايرة تحدث مصدر أمني سوري عن هجوم بري بدأه الجيش النظامي على هذه المدينة، وقال بأنه اقتحم حي صلاح الدين وبدأ تمشيطه وقتل عشرات الإرهابيين حسب تعبيره، كما اقتحم حي سيف الدولة، وهو ما نفته قيادة المعارضة التي أكدت بأن مقاتليها لا يزالون مسيطرين على معظم وحدات الحيين، ويواصلون حصار المطار ومبنى الأمن السياسي في المدينة، كما تحدثت المعارضة عن إنشاء سجن لاستيعاب أكثر من مائتي سجين، بينهم ضباط وجنود وشبّيحة اعتقلوا خلال المعارك. وعن مستقبل الحرب قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، أن المعارضة السورية بحاجة إلى مناطق حظر جوي لتحقيق تقدم على الأرض ونقلت وكالة ''رويترز'' عن سيدا قوله إن المعارضة السورية المسلحة تحتاج إلى مناطق حظر جوي بحماية أجنبية وملاذات آمنة قرب الحدود مع الأردن وتركيا، وقال بأن الولاياتالمتحدة الأميركية أدركت مؤخرا، أن عدم وجود منطقة حظر جوي لمواجهة تفوق قوات الأسد الجوية هو ما عرقل تحركات المعارضة. دوليا، ينتظر أن تصل اليوم إلى سوريا منسقة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة أن فاليري آموس، جاء في بيان صادر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة، أن آموس ''ستزور سوريا ولبنان في إطار جولة مدتها ثلاثة أيام لبحث سبل زيادة المعونات الطارئة للمدنيين المحاصرين وسط الصراع الدائر في سوريا''، والزيارة تهدف إلى ''جذب الانتباه إلى الوضع الإنساني المتدهور في سوريا وأثر الصراع على الناس سواء الذين لا يزالون في سوريا أو الذين فروا لبلدان أخرى منها لبنان''. وفي شأن آخر، أدان رئيس بعثة مراقبة الأممالمتحدة في سوريا الجنرال أبا بكر غاي، أعمال العنف التي تستهدف الصحافيين بعد اختفاء مراسلين يعملون في وسائل إعلام رسمية سورية، وقال إنه ''مهما كان البلد، فإن الأممالمتحدة متمسكة بالصحافة ووسائل الإعلام، وللصحافة دور كبير تلعبه في هذا البلد، لذلك ندين كل أعمال عنف ضد وسائل الإعلام أيا كان مرتكبوها''، ومن جانبه دان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ''اغتيال الصحافيين''، مؤكدا ''حتى وإن كانوا مع النظام فإنهم صحافيون وليسوا مقاتلين''، وقد اغتيل صحافيون يعملون في وسائل إعلام رسمية وحوالي عشرة متعاونين صحافيين يعملون في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، للإشارة، كان آخر إعلامي قتل في هذه الحرب، صحافي سوري يعمل في وكالة الأنباء السورية الرسمية ''سانا''، وقد قتل يوم السبت الأخير أمام منزله بريف دمشق حسب بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان والوكالة السورية.