دعا الممثل حسن بن زراري، كافة القائمين على تسيير شؤون ''اليتيمة'' إلى وضع حد لما وصفه ب''الكوارث والمهازل التلفزيونية''، خاصة ما تعلق بتلك التي تعرض في شهر رمضان. وكشف، في حوار مع ''الخبر''، عن استعداده للمشاركة في قافلة لتمثيل تاريخ السينما الجزائرية، موازاة مع الاحتفال بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية. اكتفيت بدور يتيم في سلسلة ''قهوة ميمون'' التي تعرض على التلفزيون الجزائري، هل من تفاصيل حول هذه المشاركة؟ في الواقع هي مشاركة رمزية، تتمثل في تجسيدي دور وزير يرتاد ''قهوة ميمون''. وبالتالي، نزولي كضيف شرف على حلقة واحدة ليس إلا. لكن، رغم ذلك تبقى هذه المشاركة مهمة في نظري، كون الدور أساسا يحتكم إلى نص وفكرة ورسالة، وهو ما جعلني أعجب به وأضفي عليه مسحة من المرح، حتى يتقبله المشاهد، مثلما لم أتردد في قبوله. لم تتردد في قبوله لأن جعفر قاسم هو المخرج؟ صحيح، فأنا أثق به ثقة عمياء. وهنا، أقصد الجانب المهني طبعا، فجعفر قاسم يتمتع بالحس الفني، كما أنه يستثمر في مجال السمعي البصري بشكل جاد ونوعي، ما يؤهله لافتكاك لقب المخرج المحترف والمقتدر، خلافا لبعض المخرجين الذين جمعتني معهم أعمال تلفزيونية، وفي آخر المطاف وجدت نفسي صفرا، كونهم مجرد تجّار وسماسرة، همّهم الوحيد جني المال وكسب الثروة. نزلت أيضا ضيف شرف على سلسلة ''زيّن سعدك ''2 التي تبثها قناة ''نسمة''؟ إطلالتي عبر هذه السلسلة اقتصرت بدورها على حلقة واحدة، تقمصت خلالها شخصية مسؤول رفيع المستوى، أو ما يعرف عندنا ب''صاحب الشكارة''. وقد استمتعت كثيرا بهذه التجربة الرائعة التي سمحت لي بالتعرف على المخرج التونسي الأسعد الوسلاتي. نفهم أنك تفضّل تجسيد دور صغير يترك أثرا طيبا لدى المشاهد، على الحضور المكثف والعابر؟ أكيد، وهذا ليس تكبّرا مني، بل لمجرد الحفاظ على سمعة مشواري. وكيف وجدت مستوى الأعمال المعروضة على شاشة ''اليتيمة'' رمضان هذه السنة؟ أعتقد أن مستواها لا يزال ضعيفا جدا، وأن مسلسل الكوارث لايزال متواصلا، فباستثناء عملين أو ثلاثة، لاحظت أن بقية الأعمال كلها كارثية، لكن ليس بحجم الكوارث التي قدّمت في رمضان .2011 هل لك أن تقيّم لنا بعضا منها؟ زيادة على سلسلة ''قهوة ميمون'' التي أعجبتني كثيرا، بعيدا عن أي خلفيات، هناك برنامج ''أبطال الثورة'' الذي تتوفر فيه جميع مواصفات العمل المحترف، بدءًا بتركيبتيه الفنية والتقنية، وصولا إلى منشطيه لامية وهواري اللذين كانا في المستوى. بالمقابل، أتعجّب من الطريقة العشوائية التي اتخذت في انتقاء محرّكي أحداث مسلسل ''شمس الحقيقة'' للمخرج مصطفى حجاج، فغياب التنسيق ما بين الممثلين يطرح أكثر من سؤال، كما أن تحوّل بشير سلامي من إدارة التصوير إلى الإخراج يدعو إلى الاستغراب. وهنا، أتساءل: متى أصبح مدير التصوير بشير سلامي مخرجا، حتى يخوّل له إخراج مسلسل ''دموع القلب''؟.. صدقيني أنني لا أقول هذا من منطلق عدم مشاركتي فيهما، بل لأنهما فعلا من الكوارث والمهازل التلفزيونية التي ينبغي وضع حد لها. في حال ما إذا تواصل ضعف مستوى أعمالنا التلفزيونية، ألا تفكر في الاعتزال؟ مطلقا، سأظل ممثلا ولو كنت بطالا. قلت في تصريح سابق، إنك وجدت ضالتك في السينما بعيدا عن التلفزيون، كيف ذلك؟ شاركت، مؤخرا، في ثلاثة أفلام طويلة، هي: ''التائب'' للمخرج مرزاق علواش الذي حقق لي أمنية الذهاب إلى مهرجان ''كان'' كمشارك، وليس كسائح، إضافة إلى ''الحرفة بلوز'' لموسى حداد و''فضل الليل على النهار'' للفرنسي ألكسندر أركادي، مع العلم أن المخرج أحمد راشدي دعاني إلى المشاركة في فيلمه الجديد ''كريم بلقاسم''، في انتظار نتائج ال''كاستينغ'' الخاصة بفيلم ثوري للمخرج لخضر حامينة. ماذا عن مشاريعك؟ أستعد للمشاركة في قافلة لتمثيل تاريخ السينما الجزائرية، ستجوب 24 ولاية وطنية، زائد أوروبا وكندا، بدءًا من 17 أكتوبر المقبل، تتضمن عرض ستة أفلام تاريخية، إلى جانب إلقاء محاضرات وتنظيم ندوات، وهي مبادرة من تنظيم الجمعية الفنية السينمائية ''أضواء'' التي يرأسها عمار العسكري، موازاة مع الاحتفال بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية.