تحاصر الحرائق المندلعة منذ الساعات الأولى من صباح أمس مئات الهكتارات من الصنوبر الحلبي وتهدد قرى، والعابرين على الطريق الولائي .42 وفي خنشلة، لا تزال النيران مشتعلة منذ سبعة أيام بغابات شمال الولاية. اندلعت الحرائق في برج بوعريريج، حسب سكان المنطقة، في حدود الرابعة صباحا في مناطق متعددة امتدت إلى غابات الجهة الشمالية، انطلاقا من قرى أولاد مسعود ببلدية ثنية النصر، ثم غابات بلدية القلة ومنها إلى الغابات السياحية الكثيفة لمنطقة تركابت، وأعزر أوجيدر وتاكرومبالت. وتصادف وصولنا إلى المنطقة، حوالي الثانية مساء أمس، مع ارتفاع ألسنة اللهب وتهديدها لعابري الطريق الولائي 42، ما أجبر بعضهم على العودة إلى حدود بلدية ثنية النصر. وأمام اتساع رقعة النيران الممتدة على طول حوالي كيلومترين، تم تدعيم فرق الغابات والحماية المدنية والبلديات بالرتل المخصص للتدخلات الكبرى والمكوّن من عدة شاحنات إطفاء وسيارات خفيفة وأكثر من 50 عونا. وفي خنشلة أتت النيران المشتعلة، منذ سبعة أيام، بغابات منطقة بوخاشة ببلدية شلية شمال الولاية، على أكثر من 5 هكتارات من أشجار الصنوبر الحلبي، وما ساعد في انتشارها هبوب الرياح. ويخشى سكان بوخاشة ومناطق بوحمامة العليا المجاورون للغابات أن تمتد ألسنة اللهب إلى مساكنهم، داعين السلطات إلى التدخل لحماية المنطقة الملتهبة منذ أربعة أيام، وأدت إلى نفوق الحيوانات والطيور، وصار كل شيء رمادا في حظيرة محمية وطنية. وحسب مصادر مقربة من محافظة الغابات، فإن ألسنة اللهب صعّبت على أعوان الغابات والحماية المدنية إخمادها، بحكم عدم وجود مسالك إلى الحظيرة ومكان الحريق. ويتوقع مسؤولو الغابات أن تكون الخسائر كبيرة ما لم يتدخل الجيش بالمروحيات لإطفاء النيران.