اختارت أعداد هائلة من العائلات القادمة من الجنوب، تمديد عطلها بشواطئ الشمال إلى عشية الدخول المدرسي، بعد أن قضوا شهر رمضان وعيد الفطر المبارك بعيدا عن ديارهم، هربا من لهيب حرارة الجنوب. فإذا كان أغاب المصطافين الذين اختاروا شواطئ الشمال للاستمتاع بزرقة البحر قد عادوا أدراجهم مع حلول شهر رمضان، فضلت العديد من العائلات القادمة من بسكرة، ورفلة والوادي، تمضية أيام الشهر الفضيل على ساحل البحر، والارتماء بين أحضان محيط مثالي يسيطر عليه الجمال الفردوسي للكورنيش الجيجلي. وتلجأ أغلب العائلات أمام قلة هياكل الاستقبال بالولاية، إلى تأجير شقق أو فيلات أو حتى غرف صغيرة ومرائب، المهم هو ضمان قرب البيت من الشاطئ. ولم تخل الكثير من الشواطئ من زوارها، ما أحبط كل توقعات المتشائمين بموسم اصطياف ميت بولاية جيجل التي تتسع شهرتها مع مرور السنوات والمواسم، ما يشهد عليه الارتفاع الكبير للمتوافدين على هياكل الاستقبال ومرافق الإيواء والشواطئ التي يكون فيها أهل الجنوب في أول صفوف المستمتعين بها يوميا. وقد تم الإبقاء على نظام حماية الشواطئ الذي تتكفل به مصالح الحماية المدنية وبقية الأجهزة الخاصة الأخرى، إلى غاية آخر يوم من شهر أوت الجاري المتزامن مع نهاية الموسم الصيفي. وتشكل الخيام المنصوبة على شاطئ كتامة وتجوال بائعي الشاي وهم يرتدون ألبسة تقليدية، أجواء عائلية جميلة، تؤكد فعلا الحضور القوي لأهل الجنوب بين أحضان الشمال. وقبل أيام قليلة من الدخول الاجتماعي، تبقى أحضان شواطئ الكورنيش الجيجلي مفتوحة للاستقبال الأمثل لما بقي من المصطافين، في ظل الحرارة الشديدة التي ماتزال حاضرة في كل مناطق القطر الوطني.