موازاة مع تواصل الاقتتال في سوريا، تتواصل المساعي الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا التي تتزايد تعقيدا، حيث عبر المبعوث الأممي والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، عن تخوفه من مهمته الجديدة في قيادة جهود إحلال السلام في سوريا، في وقت تعمل إيران على إنجاح مؤتمر حركة عدم الانحياز الذي سيعقد في طهران وستكون الأزمة السورية عنوانه الرئيسي، حيث ترمي إلى طرح مبادرة للحل. قال الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى سوريا، خلال لقائه بالأمين الأممي، بان كي مون، إنه ''يتشرف ويشعر بالإطراء والتواضع والخوف'' إزاء قيادة الجهود الدولية لإحلال السلام في ذلك البلد. وأضاف: ''عندما دعوتني لتولي هذه المهمة قلت لك إنني أشعر بالشرف والإطراء والتواضع والخوف لهذه الدعوة، وما زالت هذه مشاعري الآن''. وشدد الدبلوماسي الجزائري على أن ''الشعب السوري هم سادتنا، وسنولي مصالحهم الأولوية على ما سواها. سنحاول مساعدتهم بأقصى ما أوتينا من طاقة. لنر ما نحن فاعلون''. من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في حديث هاتفي مع المبعوث الإبراهيمي، أن المساعي الرامية إلى حل الأزمة السورية يجب أن تعتمد على خطة كوفي عنان والبيان الذي تبنته مجموعة العمل حول سوريا في مؤتمرها بجنيف. وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، بأن ''الطرف الروسي أكد تمسكه المبدئي بضرورة وقف سفك الدماء وبدء الحوار السياسي بين الطرفين المتنازعين في أسرع وقت، على أساس خريطة الطريق المعروفة لحل الأزمة السورية والمتمثلة في خطة كوفي عنان''. وأشارت الوزارة إلى أن الإبراهيمي ''اتفق مع هذا الموقف، مؤكدا أنه سيتعامل مع جميع الأطراف السورية ومع كل الدول القادرة على تغيير الوضع السوري، بدون استثناء، من أجل تحويله إلى مجرى الحوار السياسي الشامل''. ومن دمشق، أكد علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، أن مطالب الشعب السوري لا تتحقق بإطلاق النار وإنما عبر الحوار، وذلك عند وصوله إلى العاصمة السورية أمس. وتحضر إيران لإطلاق مبادرة حل جديدة ستكشف عن تفاصيلها خلال مؤتمر حركة عدم الانحياز، الذي أكدت تركيا أنها لن تحضره، على عكس العراق الذي أعلن حضور القمة، وكذلك رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية، ما خلق أزمة مع السلطة الفلسطينية التي هددت بعدم حضور عباس القمة في حال مشاركة هنية. على صعيد آخر، أفرجت المعارضة في سوريا عن أحد المخطوفين اللبنانيين الشيعة ال11 في سوريا منذ ماي الماضي. وفي شريط فيديو بثته قناة ''الجزيرة'' الفضائية القطرية، ظهر رجل قدم على أنه حسين علي عمر، يشكر الثوار في سوريا لأنهم عاملوه بلطف. وقرأ أحد الخاطفين بيانا أعلن فيه أن إطلاق سراح عمر كان ''استجابة لطلب مستشار رئيس الوزراء التركي والإخوة من هيئة علماء المسلمين في لبنان''، لكنه لفت إلى أن هذا ''لا يلغي ما جاء في البيان الأول من مطالبة ''حزب الله'' بتحديد موقفه من الشعب السوري والثورة السورية''. وخطف اللبنانيون الشيعة ال11 في 22 ماي الماضي في أقصى شمال محافظة حلب السورية، عقب اجتيازهم الحدود التركية آتين برا من زيارة دينية إلى إيران. ميدانيا، قتل 95 شخصا في عدة مناطق سورية، جراء تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية والجيش الحر وقصف عنيف بالمدفعية والمروحيات على عدد من المناطق السورية، حسب ما أفاد به ناشطون معارضون. وتضاربت الأنباء حول سير المعارك في كل من حلب وريف دمشق.