قوى اليسار الثورية في مصر تعود إلى الشارع لأول مرة بعد فوز مرسي انطلقت، مساء أمس، القوى اليسارية الثورية في مظاهرات حاشدة من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة إلى ميدان التحرير، حيث قام المتظاهرون بالتجول وسط شوارع القاهرة رافعين مطالب ثورية من الرئيس مرسي، بناء على دعوة 16 تيارا وحزبا يساريا، وتعتبر هذه المظاهرات أول احتجاج ضد مرسي منذ توليه الرئاسة، حيث من المعروف أن مظاهرات 24 أوت الماضي تبنتها قوى الفلول والمحسوبين على النظام السابق، والتي فشلت فشلا ذريعا في حشد المصريين. وأرادت القوى الثورية في هذه المظاهرات الإعلان عن تواجدها بقوة وقدرتها على حشد المصريين في أي وقت، ورغم أن من دعا لمظاهرات أمس قوى اليسار الثورية فقط، إلا أنهم تمكنوا من حشد أعداد كثيرة. كما نظم المتظاهرون سلسلة بشرية بوسط القاهرة وأمام مبنى التلفزيون المصري بماسبيرو، تنديدا باستمرار حبس المعتقلين السياسيين منذ ثورة 25 جانفي، والتأكيد على الاعتصام لحين يتم إطلاق سراحهم. وفي السياق، انتقد الناشط السياسي الناصري الحسيني أبو ضيف تصريحات جماعة الإخوان المسلمين، وإتهام منظمي المظاهرات بإنتمائهم إلى رموز و''فلول'' النظام السابق، مؤكدا في حديث مع ''الخبر''، أن من شاركوا في هذه الوقفة الاحتجاجية هم مفجرو الثورة، وأنه كان لهم دور كبير في الإطاحة بمبارك وأتباعه. وأوضح المتحدث ''أنا ليست ضد شخص الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين كهيكل، وإنما ضد سياساتهم ومحاولتهم إعادة إنتاج نظام وسياسات الحزب الوطني''، مشيرا إلى أن هذه المظاهرات تتبنى أهداف ومبادئ ثورة 25 جانفي، والرفض التام لحكم المرشد ولا للأخونة الدولة وإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، وكذا رفض قرض صندوق النقد الدولي وقانون الطوارئ الذي يعمل على سنّه وزير العدل الجديد، وتحديد الحد الأدنى والأقصى للأجور، والإفراج عن المعتقلين المدنيين المحاكمين أمام المحاكم العسكرية في أحداث ثورة 25 جانفي. من جهته، نقل وكيل مؤسسي حزب التحالف الاشتراكي، القيادي اليساري عبد الغفار شكر، تخوف الشارع المصري من تكرار تجربة نظام مبارك، خاصة في ظل وجود بوادر محاولة جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على أجهزة الدولة ومؤسساتها، قائلا في تصريح ل''الخبر'': ''صحيح أن الإخوان لم يستحوذوا على الأغلبية في المجلس الوزاري الجديد، لكنهم تمكنوا في المقابل من السيطرة على المواقع الحساسة، على غرار وزارات التربية والتعليم والإعلام والشباب والرياضة والحركة العمالية، كما قاموا بتعيين 25 رئيس تحرير للجرائد القومية وفقا لمعايير تتماشى مع أفكارهم وأهدافهم، وبأغلبية كاسحة للإخوان أو خادمة لهم، سعيا للسيطرة على الرأي العام، أضف إلى ذلك مصادرتهم لإحدى الجرائد المستقلة وغلق إحدى القنوات الفضائية بقرار إداري، وكذا الاعتداءات المستمرة على السياسيين المعارضين لسياسات الجماعة''. كما استنكر محدثنا ما وصفه ب''الخروج الآمن'' للمشير الحسين طنطاوي، القائد العام السابق للقوات المسلحة، ورئيس أركان حرب الجيش المصري السابق الفريق سامي عنان، وتعيينهما مستشارين للرئيس، مطالبا بمحاكمة كل من تلطخت أيديهم بدماء الشهداء، وتورطوا في الأحداث الدامية التي شهدتها المرحلة الانتقالية. كما أكد وكيل مؤسسي حزب التحالف الاشتراكي الشعبي على سلمية مظاهرات أمس، مشيرا إلى أنها وقفة سلمية رمزية تفطن ويقظة الحركة الوطنية الديمقراطية لمجريات الأمور ومحاولات جماعة الإخوان المسلمين المستمرة في السيطرة على أركان ومؤسسات الدولة.