المنظمون يطالبون بتعيين مقررا لحقوق المسلمين ووضع ميانمار تحت الرقابة الدولية يعقد بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف السويسرية يوم 11 سبتمبر القادم ندوة حول وضع أقلية الروهينغيا المسلمة بميانمار التي تتعرض لإبادة ممنهجة راح ضحيتها الآلاف من المسلمين بين قتيل وجريح ومهجّر، وسط صمت دولي مريب. وتعد هذه الندوة الأولى من نوعها التي تقف عند المجازر التي ترتكب في حق أقلية الروهينغيا، ويطمح القائمون عليها إلى لفت أنظار العالم إلى مسلمي مينمار والعمل على حمايتهم من التصفية. ستتطرق الندوة التي ينشطها نخبة من المختصين في القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان إلى وضع أقلية الروهينغيا في ميانمار والتصفية العرقية التي تطالهم، إلى جانب تاريخهم في المنطقة وكيف تكونت هذه الإثنية التي تريد السلطات في ميانمار أن يغادروا البلاد ولا تعترف بهم وتعتبرهم غير مرغوب فيهم. وحسب وثائق سيتم عرضها خلال الندوة تحصلت ''الخبر'' على نسخ منها، فإن الندوة تهدف إلى ''الوقف الفوري للإبادة الجماعية التى تستهدف الأقلية المسلمة في ميانمار تحت أنظار العالم''، وكذا تطبيق ''البنود الخاصة بحماية حقوق الإنسان الأساسية الواردة فى الاتفاقيات والمواثيق الدولية''. وتشير وثيقة العمل إلى أن الندوة ''ستركز على التفاعل المطلوب بين الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والناشطين فى مجال حقوق الإنسان للوصول إلى شراكة فاعلة تسعى لإحباط أي انتهاك متوقع مستقبلاً''. وتهدف الندوة أيضا إلى توفير معلومات موثوقة إلى كل جهات الاختصاص حول الإبادة الجماعية للأقلية المسلمة في ميانمار لتحقيق حماية فاعلة وعدالة ناجز، إلى جانب المساهمة في تحسين أوضاع الأقليات المسلمة في ميانمار وفي أي مكان آخر في العالم من خلال إدراج ما حصل من انتهاكات ضمن بنود تستدعي انتباه الأممالمتحدة. ويرمي منظمو الندوة، الممثلون في كل من المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني الذي يرأسه الجزائري فوزي أوصديق ومؤسسة معارج للسلام والتنمية، إلى الوقف الفورى للإبادة الجماعية التي تتعرض لها الأقلية المسلمة في ميانمار، وتعيين مقرر خاص لحقوق الأقلية المسلمة في هذا البلد، وإدراج ميانمار للرقابة الدولية تحت البند الرابع، وإدراج مسلمي بورما تحت بند خاص في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتسعى هذه الندوة التي تنظم في وقت تتوسع رقعة أعمال الإبادة التي يتعرض لها مسلمو ميانمار، إلى لفت انتباه المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والناشطون الحقوقيون المنظمات الدولية والإقليمية وأجهزة الإعلام الدولية والعربية، بهدف ضمان تحرك دولي عاجل لوقف الأعمال العدائية التي تطال الأقلية المسلمة وكذا تعبئة الرأي العام العالمي وتعريفه بهذه المعضلة. للإشارة سينشط هذه الندوة نخبة من المختصين في القانون الدولي الإنساني، حيث سيلقي الدكتور فوزي أوصديق محاضرة حول انتشار الإسلام في ميانمار ووضعية المسلمين في هذا البلد تحت عنوان ''من إشكالية الهوية الوطنية لمسلمي ميانمار'' إلى ''جريمة إبادة الجنس البشري التكييف القانوني والمسؤولية الجنائية، في حين يلقي الدكتور محمد حمد العسبلي، أستاذ القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان، كلية الحقوق بجامعة بنغازي محاضرة تحت عنوان ''التكييف القانوني والمسؤولية الجنائية'' لوضعية مسلمي ميانمار. للإشارة فإن الندوة التي سيحضرها كبار المختصين من مقررين خواص وخبراء مستقلين بالأممالمتحدة والناشطين الدوليين والعلماء وممثلين للضحايا وكذلك الصحفيين من مجموعات وسائل الإعلام الدولية، سيتم رفع توصيات الندوة إلى أجهزة صنع القرار بالأممالمتحدة خلال اجتماعات الدورة الحادية والعشرين المنعقدة بجنيف من 10 إلى 28 سبتمبر الحالي بجنيف في سويسرا.