قال الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمس، في دمشق، إن المعركة الجارية حاليا في بلاده لا تستهدف سوريا فحسب، إنما ''منظومة المقاومة بأكملها''، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية ''سانا''، في إشارة إلى ما يعرف بمحور المقاومة ضد إسرائيل وأبرز أركانه سوريا وإيران وحزب الله اللبناني. وقالت ''سانا'' من جهة ثانية، إن الأسد أكد للوزير الإيراني أن سوريا ''أبدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة''. وكان وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، قد أعلن لدى وصوله، أمس، إلى دمشق، أن حل الأزمة السورية ''يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية''. وقال الوزير الإيراني إن سوريا ''تواجه مشكلة ونحن نتمنى أن يتم حل هذه المشكلة في أقرب فرصة''. وأوضح صالحي أن ''هدفنا من زيارة سوريا هو التشاور على كافة المستويات السياسية بخصوص هذه المشكلة، ونتمنى أن نصل إلى استنتاج ونتيجة واحدة لحل المشكلة''. واعتبر أن هذا الحل ''يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كافة المؤسسات الدولية والإقليمية''. من جهته، صرح رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، أمس، أن النظام الإيراني بصدد عقد محادثات مع جماعات المعارضة في سوريا، متهما في الوقت نفسه بعض الدول ''بعرقلة جهود طهران لإيجاد حل سلمي للصراع هناك''. وقال لاريجاني، في مقابلة أجرتها معه صحيفة ''فاينانشل تايمز'' البريطانية وبثتها على موقعها الإلكتروني، إن ''الدبلوماسيين الإيرانيين التقوا بأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين السورية، فضلا عن السلفيين المحافظين والليبراليين، وعملوا على تشجيع هذه الفئات لقبول الإصلاحات الديمقراطية بطريقة سلمية وليس بواسطة العنف''. وأشارت الصحيفة إلى أن ''لاريجاني لم يحدد أسماء أعضاء المعارضة السورية ولا تواريخ الاجتماعات التي عقدت معهم في إيران، ولكنه أكد على إحراز تقدم طفيف''. وفي إطار المساعي الدبلوماسية، يلتقي الوسيط الدولي من أجل سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الإثنين المقبل، سفراء الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لتقديم تقريره عن محادثاته في دمشق، حسب ما أعلن عنه السفير الألماني في الأممالمتحدة، بيتر ويتينغ، أول أمس. وقال ويتينغ، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي الشهر الجاري: ''اتفقنا على لقائه يوم 24 سبتمبر صباحا، وسوف نجري مشاورات غير رسمية معه''. ميدانيا، نقلت وكالة ''رويترز'' عن مسؤول تركي أن مقاتلي المعارضة السورية استولوا على ثالث نقطة عبور حدودية، عقب معارك عنيفة مع القوات الحكومية، ليلة أول أمس. وأظهرت لقطات تلفزيونية مقاتلين معارضين سوريين ينزلون العلم السوري من على سطح مبنى يبدو أنه مكتب للجمارك عند بوابة تل أبيض الحدودية. وجاء في تقرير جديد صدر عن منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان، أن الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي العشوائية التي يشنها الجيش السوري، تؤدي إلى مقتل وتشويه وترويع المدنيين في مناطق في أدلب وحماة. وجاء في التقرير أيضا أن الحكومة السورية لا تستهدف بالضرورة مقاتلي المعارضة في الغارات التي تشنها، بل يبدو أنها تستهدف المدنيين عمدا لمعاقبتهم على تعاطفهم مع المعارضة.