يبدي الكثير من الأولياء تخوفهم من عودة الأمراض المعدية إلى الوسط المدرسي، الذي يعرف منذ سنوات انتشارا للقمل في بعض أقسام التعليم الابتدائي، خاصة في ظل غياب تكفل حقيقي من طرف المسؤولين عن الطب المدرسي بهذه الظاهرة التي أصبحت شائعة بين الأطفال المتمدرسين. وقد حذّر الكثير من الأولياء من أن تأخذ هذه الظاهرة منحى خطيرا في حال عودة انتشارها الذي قد يؤدي إلى ظهور وباء ''التيفيس'' من جديد، كما كشفت بعض المصادر الطبية أن قرابة 20 بالمائة من الأطفال المتمدرسين يعانون من فقر الدم وكثير من الأمراض المعدية وانتقدوا ضعف المراقبة الطبية التي يستفيد منها التلاميذ من قبل المشرفين على الطب المدرسي، مثلما أشار إليه هؤلاء الأولياء بولاية المدية على سبيل المثال. وتؤكد هذا الكلام، نتائج معاينة ميدانية في الوسط المدرسي أجراها اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ. إذ كشف رئيسه، السيد أحمد خالد، في تصريح ل''الخبر''، النقاب عن عودة قوية لهذا النوع من الأمراض إلى مدارسنا، وعلى رأسها فقر الدم الناتج عن سوء التغذية، إلى جانب انتشار التقمّل والجرب وداء السل الذي يصيب 25 ألف تلميذ. وأرجع خالد سبب ذلك إلى غياب الوقاية ونقص عدد الأطباء الذين يمارسون ضمن وحدات الكشف المدرسي، حيث يشرف 1539 طبيب عام على متابعة صحة أكثر من ثمانية ملايين تلميذ، بمعدل طبيب واحد لكل 5200 تلميذ! وتفيد الدراسة الميدانية لاتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، إلى مشكل صحي يهدد صحة أطفالنا والمتمثل في ضعف البصر، خاصة وأنه تم تسجيل 147622 إصابة بقصر النظر في سنة 2012 في الموسم الدراسي الماضي، متوقعا ارتفاع العدد هذا العام. ومن الأرقام المخيفة التي تضمنتها الدراسة، إضافة إلى تسجيل 25 ألف حالة سل وسط التلاميذ، نجد معاناة 7,7 بالمائة من التلاميذ من قصر القامة و2.7 بالمائة من الهزال أو النحافة المفرطة المنتشرة عند أطفال الأرياف، والسبب حسب خالد راجع لسوء التغذية الذي مس كذلك الصغار دون ال5 سنوات، حيث تعاني منه نسبة 20 بالمائة. وإلى جانب هذه الأمراض، لاحظ الاتحاد عودة حالات معدية مثل التقمّل والجرب. وتفيد أرقام الدراسة أن 2.48 بالمائة من التلاميذ يعانون من التقمّل، إلى جانب التبوّل داخل القسم والذي يعاني منه نسبة 1.33 بالمائة.