أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، محمد بن مرادي، أول أمس، أن الموسم السياحي الصحراوي سينطلق هذه السنة في شهر ديسمبر المقبل. أرجع السيد بن مرادي هذا التأخير في انطلاق الموسم السياحي الصحراوي، مقارنة مع السنة الماضية، إلى تزامنه مع الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 29 نوفمبر المقبل. وأبرز، في تصريح أدلى به على هامش لقاء بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، أن كل الظروف مهيأة بالجنوب لاستقبال السياح، لاسيما الأجانب منهم، الشغوفون بجماله، مؤكدا بأن منطقتي ''اسكرام'' و''الأهفار'' بتمنراست مستعدة لاستقبال السياح بكل أمن. من جهتهم، أبدى أصحاب نحو 60 وكالة سياحية بولايتي تمنراست وإليزي مخاوفهم من شبح موسم سياحي أبيض في الجنوب الكبير، وقالوا إن مؤشرات ذلك أصبحت ماثلة في جانب عدم تلقيهم أي إشارة من قبل وزارة السياحة تدعوهم لتحضير أنفسهم لافتتاح الموسم، الذي كان مقررا يوم 15 أكتوبر المقبل. ويقول أحمد حمداوي، وهو صاحب وكالة سياحية، إنه ''إلى غاية اليوم لم يتم الإعلان عن أي شيء، ولم يتم إطلاع الوكالات السياحية بأي جديد، كما لا توجد لدينا طلبات هذا العام''، في إشارة إلى أن وزارة السياحة لم تلتفت من حولها، بعد، للقيام بالترتيبات التي دأبت عليها كل سنة لترتيب تحضير الموسم السياحي مع الوكالات السياحية، ويشير إلى أن الغموض ما يزال يلف العملية، حيث كل الوكالات السياحية لا تعرف، بعد، المستجدات التي طرأت على مشكل منح التأشيرات للسياح الأجانب، الذي كان وراء موسم سياحي أبيض العام الماضي، ولو أن وزير السياحة كان صرح، قبل بضعة أشهر، عن ترتيبات جارية لتسوية مشكل التأشيرات. وبخصوص المسالك السياحية المغلقة أبلغت مديرية السياحة لولاية تمنراست كافة الوكالات السياحية بأنها ستبقى مغلقة، وأن النشاط سيتواصل على مستوى المواقع المفتوحة فقط ''الأهفار''، و''أسكرام''. وقد حمل المتحدث، رفقة ناجم باصودي، صاحب وكالة سياحية أخرى بتمنراست وزارة الخارجية الجزائرية مسؤولية عدم فتح باقي المسالك السياحية أمام السياح الأجانب، كونها لم تقم بمساع ديبلوماسية للدفاع عن المقصد السياحي الصحراوي، حين أدرجت الخارجية الفرنسية الصحراء الجزائرية ضمن المنطقة الحمراء ذات الخطر العالي، وحذرت رعاياها من زيارة هذه الوجهة، وقالا ''إن الحظر السياحي سيبقى مفروضا على الصحراء، ما لم يتم التحرك لإقناع الكيدورسي بشطب الصحراء من قائمة المناطق الخطيرة''. ويستعد أصحاب أزيد من 30 وكالة سياحية بولاية إليزي لطرح قضية المسالك السياحية المغلقة في جانت، في اجتماع ينتظر أن يعقد مع مصالح الأمن (الجيش والدرك)، يوم الأربعاء المقبل، خاصة وأن رئيس جمعية الوكالات السياحية، عبد القادر بوغراري، يشير إلى أن مشكل الأمن لم يعد يطرح في إليزي، لأن هناك انتشارا لوحدات الجيش على الشريط الحدودي مع ليبيا، وهو الاجتماع الذي ستتحدد، من خلاله، خطوات الوكالات السياحية التي تقول إنها تحوز على طلبات من سياح أجانب، وبالأخص فرنسيين وبلجيكيين، بعد أن حاز عددا منهم على تأشيرات.