قال الله تعالى: {لا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} البقرة:196. قال العلامة ابن كثير، رحمه الله في تفسيره: قوله: {وَلا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} معطوف على قوله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} وليس معطوفًا على قوله: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} كما زعمه ابن جرير رحمه الله؛ لأنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه، عام الحديبية، لمّا حصرهم كفار قريش عن الدخول إلى الحرم، حلّقوا وذبحوا هديهم خارج الحرم، فأمّا في حال الأمن والوصول إلى الحرم فلا يجوز الحلق {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}. ويفرغ الناسك من أفعال الحج والعمرة، إن كان قارنًا، أو من فعْل أحدهما إن كان مُفْردًا أو متمتعًا، كما ثبت في الصحيحين عن حَفْصَةَ أنّها قالت: يا رسول الله، ما شأن النّاس حَلّوا من العمرة، ولم تَحِلّ أنت من عمرتك؟ فقال: ''إنّي لَبَّدْتُ رأسي وقلَّدت هَدْيي، فلا أحلّ حتّى أنحر''.