أبلغت السلطات العراقية رسميا الحكومة الجزائرية استعدادها لاستقبال وفد رسمي من وزارة الخارجية أو ممثلين عن السفارة الجزائرية في بغداد، فيما أكد السجين الجزائري باديس جلال استمرار معاناته في محتجز خاص مع المرضى في سجن سوسة بالعراق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني في تصريح ل''الخبر'' إن العراق وافق أخيرا على استقبال وفد رسمي جزائري للاطلاع على أوضاع المعتقلين الجزائريين، وأضاف ''أخيرا بعد كل ما حدث مع السفير العراقي، فإن الطرف العراقي يعلن أنه مستعد لاستقبال وفد جزائري أو ممثلين عن السفارة ليزور المعتقلين الجزائريين في السجون العراقية''. ويأتي التطور الإيجابي في الموقف العراقي بعد استدعاء السفير العراقي في الجزائر، عدي الله الخير الله، لإبلاغه احتجاج الجزائر عقب إعدام السجين الجزائري أحمد عبد الله بلهادي، واستيضاح ظروف وملابسات القضية، وبعد تردد السلطات العراقية قبل أشهر في الموافقة على مطالبات رسمية جزائرية بالسماح لوفد قنصلي وحقوقي جزائري بزيارة المساجين الجزائريين في العراق، بناء على رسائل وجهوها عبر عائلاتهم والتماسات إلى الخارجية عبر الصحف. ويتوقع أن يشارك ممثلون عن هيئات حقوقية جزائرية بينها اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان ضمن الوفد الرسمي الذي يتوقع إرساله خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى العراق. وفي سياق آخر، أفاد السجين الجزائري المعتقل في سجن سوسة الحربي ببغداد، باديس جلال، في اتصال مع ''الخبر'' من داخل السجن، بأنه قد تم نقله من حجز أرضي إلى حجز يضم مرضى غير مأمول لهم بالشفاء، وأكد أنه يعاني بشكل قاس، واعتبر أن تحويله إلى هذا الحجز يدخل في سياق عقاب يتعرض له منذ ثلاثة أسابيع من قبل ملازم يدعى أحمد في سجن سوسة الحربي. وكانت السلطات الجزائرية قد بدأت اتصالاتها مع عائلات المعتقلين الجزائريين في السجون العراقية، لجمع معلومات كاملة عنهم وعن ظروف وملابسات سفرهم إلى العراق وأوضاع عائلاتهم الاجتماعية، تمهيدا لتحرك دبلوماسي يشملهم في العراق.