وزير الخارجية الليبي يتصل بمدلسي ويؤكد ''هذه الأحداث لن تؤثر على العلاقات بين البلدين'' تجنبت الجزائر أزمة دبلوماسية مع ليبيا عقب حادثة الاعتداء على السفارة الجزائرية في طرابلس، وفضلت تهدئة الأوضاع وتلافي أي تصعيد في المواقف، واكتفت الحكومة الجزائرية بإبلاغ رسالة احتجاج إلى السلطات الليبية. وقبلت اعتذار رسميا من السلطات الليبية، فيما اتصل وزير الخارجية الليبي بنظيره الجزائري في مسعى لتجاوز الحادثة. وقدمت السلطات الليبية اعتذارها الرسمي إلى سفير الجزائر في ليبيا عبد الحميد بوزاهر، عقب حادثة حرق العلم الجزائري والاعتداء على السفارة وكتابة عبارات نابية في حق الجزائر والجزائريين من قبل مجموعة من الشباب الليبي الغاضب بعد خسارة المنتخب الليبي في مباراته أمام المنتخب الجزائري. وانتقل وفد رسمي من الحكومة الليبية إلى مقر سفارة الجزائربطرابلس لتقديم اعتذارات بلده. وقال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في تصريح صحفي على هامش جلسة تقديم الوزير الأول عبد المالك سلال مخطط عمل الحكومة بمجلس الأمة، إن ''وفدا ليبيا زار أمس السفارة الجزائرية في طرابلس، وقدم اعتذاره عن حادثة محاصرة مقر الممثلية الديبلوماسية الجزائرية مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت المنتخبين الجزائري والليبي''. ولم يقدم الوزير مدلسي أي تفصيل عن طبيعة الوفد الليبي الذي قدم الاعتذار، لكنه أضاف ''نحن بلغنا رسالة الجزائر على لسان سفيرنا بطرابلس، وبدورهم بعث مسؤولون على أعلى مستوى في ليبيا وفدا إلى سفارة الجزائر وتقدموا بالاعتذار''، وأبان مدلسي عن قبول الحكومة الجزائرية للاعتذار الرسمي الليبي، في سياق رغبتها في تجاوز الحادثة، وتجنب خلق أزمة دبلوماسية مع ليبيا، خاصة في هذا الظرف السياسي الخاص والمرحلة الانتقالية التي تمر بها ليبيا، وغياب حكومة يجري تشكيلها في الوقت الحالي. وسارع وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال إلى إجراء اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، وقالت وكالة الأنباء الرسمية الليبية ''لانا'' إن الاتصال الهاتفي بين الوزيرين تناول الأحداث المؤسفة التي وقعت عقب مباراة المنتخبين الليبي والجزائري لكرة القدم، وأضاف نفس المصدر أن ''الوزير بن خيال ومدلسي أكدا على عمق العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين، واتفقا على أن مثل هذه الأحداث سوف لن توثر على هذه العلاقات المتميزة والعريقة بين الشعبين والبلدين''، وهو ما عبر عنه أول أمس الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني الذي أكد أن الحادث لن يكون له أي تأثير على صعيد العلاقات بين البلدين والسعي لتطويرها، لكنه دعا السلطات الليبية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة وفقا للاتفاقيات الدولية، لضمان حماية الممثلية الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية.