قالت لويزة حنون إن محليات 29 نوفمبر المقبل، أظهرت ''لامبالاة شبه مطلقة'' من قبل المواطنين، وأوعزت ذلك إلى ''التشكيك'' في نزاهة الانتخابات كنتاج لما حصل في تشريعيات 10 ماي الفارط. أوضحت الأمينة العامة لحزب العمال في تقريرها الافتتاحي لأشغال المكتب السياسي للحزب، ما يفهم منه ''إضراب'' عن انتخابات محلية، صارت محل ''تشكيك'' بالنزاهة، بينما عددت شواهد مختلفة عن أسباب ''لامبالاة'' المواطنين والمناضلين وعزوف الكثير منهم عن الترشح، بقضايا تصب في خانة ''تلوث سياسي'' منقطع النظير، يهدد التعددية، فقالت إن ''العملية الانتخابية والسياسية صارت بين مخالب مافيا استولت عليها بشراء الذمم''، بينما ظهر ذلك جليا حين إيداع القوائم الانتخابية. ورأت مسؤولة حزب العمال أن المناضلين لازالوا على وقع ارتدادات زلزال 10 ماي، وأن السلطات لم تتخذ تدابير تلطيف الجو السياسي، قبيل المحليات، في ظل ''استمرار تسجيلات أعضاء الجيش، حيث تراوحت تسجيلات البعض منهم من ثلاث إلى أربع مرات في بلدية الحراش مثلا''. وقدمت حنون دلائل على ما وصفته ''تقهقرا سياسيا''، فقالت إنه ''ولا حزب استطاع تغطية كل بلديات القطر الوطني''، بينما شددت على أن حزبها يتواجد في 47 ولاية، أما الولاية الوحيدة غير الممثلة، وهي ''تندوف''، فتعرض فيها الحزب ل''خيانة كبرى بطلها مسؤول الحزب الذي باع نفسه للأرندي''، متحدثة عن ''مؤامرات'' يتعرض لها حزب العمال في القواعد، من قبل كل من الأفالان والأرندي وحزب عمارة بن يونس. ودعت حنون الرئيس بوتفليقة لاغتنام مناسبة الفاتح من نوفمبر لإعلان إجراءات تبطل مفعول ما أسمته ''القنابل الموقوتة''، من خلال تقديم ضمانات للناخبين وإجراءات لإصلاح ''الإصلاحات المعوجة''، متهمة رجال أعمال ب''شراء قوائم ترشيحات بالجملة، بهدف الوصول إلى مجلس الأمة لاحقا للتمتع بالحصانة وممارسة الضغوط على الحكومة''، وتابعت ''هؤلاء متيقنون أن قانون حالات التنافي لا أساس له، لأنه يطبق على البروفيسور في المستشفى والنقابي ولا يطبق على رجال أعمال يضعون أناسا على رأس مؤسساتهم، دون أن يرفعوا أيديهم عنها''. كما قالت ''هناك نساء بعن أسماءهن وملفاتهن لأحزاب، وهذا انحراف خطير لا يختلف عن الدعارة''. اجتماعيا، أفردت زعيمة ''العمال'' حيزا واسعا لإضراب عمال النقل الحضري، وقالت ''نتضامن مع هؤلاء وندد باستعمال العنف ضدهم من قبل الإدارة''، وتابعت ''موقف الوزير عمار تو غريب لما يقول إن الناقلين الخواص يحتلون حصة الأسد في القطاع بالعاصمة''. إقليميا، حذرت حنون من الانسياق وراء ''الإطراءات الأمريكية والفرنسية''، ولاحظت ''تراجعا'' في موقف الجزائر ومبدئها بعدم التدخل في شؤون الآخرين، تعليقا على تصريح الناطق الرسمي للخارجية عمار بلاني، الذي قال إن ما تضمنته اللائحة الأممية بخصوص مالي، يتطابق مع جوانب من الموقف الجزائري، بينما وصفت هذا التصريح ب''الغريب''، معلقة: ''أصبحت الخارجية ناطقا رسميا خجولا، ونحذر ونقول إنه لا يمكن وضع أصابعنا في مسنن النزاعات الجهوية، ولا يمكن الرضوخ للثناء الأمريكي والفرنسي المسموم''.