ارتدى بذلة رياضية أنيقة أثناء مثوله أمام محكمة جنايات غرداية. كان يتحدّث بلغة فرنسية سليمة جدا، وبدا متجاوبا مع أسئلة رئيس المحكمة وممثّل النيابة العامة. لكن التهمة الموجّهة له كانت ثقيلة، لتتمّ إدانته بالسجن المؤبّد. كان جونينو روس، النيجيري الجنسية، وهو لاعب كرة قدم موهوب، لعب في الأندية التونسية من الدرجة الثانية، وتنقّل باستمرار بين الجزائر وتونس. وقبل اعتزاله لعبة الكرة المستديرة بسنة، تعرّف على جزائريين، أحدهما من العاصمة والآخر من سطيف، حيث عرضا عليه اللعب في الجزائر. لكنه اكتشف، عن طريق بعض معارفه في مدينة كانو النيجيرية، بأن تهريب المخدرات يجلب أرباحا أكبر من لعب كرة القدم. وبدأ بتهريب خلاصة نبتة الأفيون من نيجيريا إلى الجزائر، لتبدأ قصة تهريب المخدرات مع هذا اللاعب، حسب محاضر التحقيق، لتنتهي عام 2004، حيث ضبط رجال الدرك الوطني بحوزته 6 كيلوغرامات من خلاصة نبتة الأفيون، وكان معه جزائريان. وضبط أعوان الدرك مع الرعية النيجيري، وشريكيه، جوازات سفر مزوّرة في المدخل الشمالي لمدينة غرداية. وتبيّن، بعد فحص المادة المخدّرة المضبوطة، بأنها عصارة نقية لبذرة الأفيون ، في شكل معجون يستعمل لتحضير مخدّر الهيروين. كما أثبتت التحرّيات بأن المادة المخدّرة جُلبت من نيجيريا عبر الحدود الجنوبية للجزائر، قادمة من أفغانستان. بينما تشير وقائع التحقيق إلى أن فرقة الدرك الوطني المحلية بغرداية نصبت للسيارة التي استقلها المهرّب كمينا، بعد الحصول على معلومات تؤكّد بأنه كان بصدد نقل شحنة وبيعها في ولاية المدية، وبعد أن فشل قرر العودة بها إلى ولاية ورفلة. وقد سمح الكمين بإيقاف المتهم الرئيسي وشخصين آخرين، ولدى استجواب المشتبه فيهم توصّل المحقّقون إلى مخبأ سري في السيارة أُخفيت فيه أسلحة بيضاء وجوازات سفر مزوّرة. وخلال المحاكمة تحدّث المتهم النيجيري عن مشواره في لعب كرة القدم، وقال إنه لم يكن يعلم بأن خلاصة الأفيون هي مادة مخدّرة، بل اعتقد بأنها تُستعمل في العلاج. وقد وجّه النائب العام لدى مجلس قضاء غرداية للمتهمين الثلاثة تهم تكوين جماعة أشرار، وحيازة مادة مخدّرة بطريقة غير مشروعة، وجنحة التزوير واستعماله، وتسهيل دخول وإقامة أجانب بطريقة غير مشروعة. وبعد المداولة نطق قاضي الجلسة بالحكم، الذي أدان اللاعب النيجيري، روس جونينو، وشريكيه الجزائريين بالمؤبد.