كشفت حصيلة نشاطات مصالح الدرك في ولايات الجنوب الشرقي وتمنراست، عن ضبط ما لا يقل عن 6 كلغ بذور قنب هندي و4 كلغ بذور أفيون منذ مارس الماضي، وتكفي هذه الكمية لزراعة 30 هكتارا من المخدرات، ما يعني تحويل الجنوب إلى مكان منتج للأفيون والقنب الهندي. أوقف الدرك الوطني في حواجز أمنية عبر الطرق، وفي عمليات مكافحة المخدرات، 30 شخصا منذ بداية العام الجاري كانت بحوزتهم 10 كلغ من بذور الخشخاش والقنب الهندي، كما تم تدمير 3 مزارع لزراعة المخدرات بالجنوب منذ بداية العام كذلك. واعترف الموقوفون بأن هدف حيازة البذور هو بيعها لمن يرغب في الزراعة. وأمام تخوف تقارير أمنية من تحويل بعض واحات الجنوب إلى أماكن منتجة للمخدرات، بدأت خلية مختصة من الدرك الوطني في التحري حول مصير شحنة من بذور الأفيون، منذ أن تم إيقاف أحد المهاجرين غير الشرعيين واعترافه بتهريب كمية من بذور الأفيون، وبيعها لشخصين من ولاية تمنراست. وتشير مصادرنا إلى أن شحنات الأفيون المهربة من دول إفريقية والتي تم بيعها بلغ وزنها أكثر من 5 كلغ، وهي كافية لزراعة الآلاف من الأشجار، ما يهدد بتحويل مناطق شاسعة في الجنوب إلى مزارع للأفيون. ويواجه الجنوب الجزائري مخاطر تحول زراعة القنب الهندي المعروفة في بعض الواحات منذ قرون، إلى جريمة منظمة مستفيدة من حالة العزلة التي تعاني منها القصور والواحات والقرى في مناطق الجنوب. كما أن هذه المناطق مفتوحة على احتمال أشد خطرا، وهو تسرب زراعة الأفيون والخشخاش من الدول الإفريقية إلى الولايات الجزائرية المجاورة. وتفيد مصادر أمنية بأن كميات من خلاصة نبتة الأفيون المستخدمة كمخدر، تدخل عبر الحدود الجنوبية قادمة من الدول الإفريقية المجاورة. وتتشابه بعض مناطق الجنوب المعزولة والفقيرة مع المناطق التي شهدت تنامي زراعة المخدرات في دول العالم، وحتى ميزة وجود مصالح الأمن وغياب الفوضى يمكن تخطيها بسبب اتساع أقاليم الجنوب الجزائري واستحالة التغطية الأمنية الكاملة لها. وفي كل الحالات التي تم فيها ضبط مزارع الكيف التي تبقى صغيرة وغير واسعة لحد الآن، تم التوصل إلى المعلومات عن طريق أشخاص، في وقت تحتاج مصالح الدرك الوطني والأمن لمعدات مراقبة جوية، لإحكام السيطرة على المناطق الواسعة من الجنوب الفقيرة التي تعاني من نسب بطالة عالية. وتوفر بذور القنب الهندي بكميات كبيرة مع سهولة زراعة نبتة القنب الهندي وسرعة نموّها سيسمح حتما بتحقيق عائد مادي للفلاحين، ما يجعل زراعة الكيف نشاطا مغريا جدا.