أصبح وحيد حاليلوزيتش، مدرّب المنتخب الوطني، كثير الحضور إعلاميا، منذ اقتطاع ''الخضر'' لتأشيرة المشاركة في نهائية كأس أمم إفريقيا 2013على حساب المنتخب الليبي. أدلى، أمس، بتصريحات لإذاعة فرنسا الدولية، بعد أقل من يومين من الحوار الذي خصّ به صحيفة بوسنية وأيام عن ''فرانس فوتبول''، وهي تصريحات لم تختلف كثيرا عمّا قاله في الندوة الصحفية بملعب تشاكر عند نهاية مباراة الجزائر ليبيا، يوم 14 أكتوبر الجاري. ''ورثت منتخبا يعيش مشاكل داخلية واقتنعت بأن التغيير إلزامي'' وعاد المدرّب البوسني ل''الخضر'' للتركيز على المتاعب التي واجهها، حين أشرف على المنتخب الجزائري، وأشار إلى أنه ورث منتخبا أنهكته المشاكل الداخلية، موضّحا ''منذ التربّص الأول الذي أشرفت فيه على المنتخب الجزائري، اقتنعت بأن التغيير إلزامي لتحقيق النجاح، فقد وقفت على مشاكل داخلية نخرت جسد المنتخب منذ تأهّله إلى المونديال، وقررت بعث روح جديدة وجعل المجموعة أكثر تماسكا، وتطلّب منّي ذلك وقتا وجهدا وعملا مضنيا في الخفاء''. وواصل المدرّب الوطني قوله ''أعتقد بأننا نجني اليوم ثمار هذا العمل الكبير، فقد ضمن المنتخب الجزائري، الذي حقق هدفه الأول ببلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا، جيلا جديدا من اللاّعبين الشباب لمدة لا تقل عن الست سنوات، ويمكن القول بأننا نحضر لميلاد منتخب جزائري جديد''، مضيفا ''هذا لا يعني بأنني أغلقت الباب في وجه اللاعبين السابقين، لأن المعيار لتقمّص ألوان المنتخب يتمثّل أساسا في مدى جاهزية اللاعب يوم المنافسة''. ''تجربتي في كوت ديفوار علّمتني بأنه يصعب تنحية الركائز'' وعرّج المدرّب الوطني على المشكل الذي واجهه منذ البداية، حين قرّر الاستغناء عن بعض الركائز الذين كان لهم الفضل في بلوغ ''الخضر'' نهائيات كأس العالم .2010 ودون أن يذكر الأسماء ولا حتى الإشارة إلى كريم زياني وجمال عبدون وغيرهما من اللاعبين، قال حاليلوزيتش ''كان من الصعب في البداية الاستغناء عن ركائز المنتخب، فتجربتي في إفريقيا علّمتني بأنه يصعب زحزحة لاعب حمل ألوان المنتخب منذ سن العشرين''، مضيفا ''في كرة القدم، يتم استدعاء اللاعب على ضوء مستواه قبل المواعيد الكروية، أي حسب المستوى الذي يظهره في الحاضر وليس في الماضي، وهذه الفلسفة سبق أن طبّقتها في كوت ديفوار وأنا بصدد تطبيقها حاليا في الجزائر''. ''المنتخب ضعيف خارج القواعد'' وحسب المدرّب الوطني، فإنه يفتخر بالأجواء المميزة التي يعيشها المنتخب، مشيرا في سياق حديثه إلى أن فلسفته في المنتخب ''اعتمدت على اللعب الهجومي، في وقت كان المنتخب الجزائري يوظّف خطة دفاعية. وأعتقد أن فلسفتي أثمرت بدليل تسجيل المنتخب ل21 هدفا في عشر مباريات، وسجّلنا هدفا على الأقل في كل مباراة، وفزنا في ثماني مباريات مقابل تعادل واحد وانهزام واحد أيضا''، مواصلا القول ''هناك بعض النقائص رغم كل ما حققناه، فدفاعنا مثلا سهل الوصول إليه والمنتخب لايزال ضعيفا خارج قواعده''، مشيرا ''المنتخب يبقى ناقصا في عدة مناصب، كما أن الإصابات أخلطت حساباتي كثيرا، غير أنني أرى، في المقابل، أن المنتخب قابل للتطوّر، لأن طريقة اتّباع اللاّعبين للتعليمات الموجّهة إليهم، تعطيني الانطباع بذلك، وقد عانيت كثيرا لتكوين هذه المجموعة''. ''بلوغ ربع نهائي كأس أمم إفريقيا أمر جيّد'' قال وحيد حاليلوزيتش بأن الهدف المسطّر في دورة جنوب إفريقيا ''يتمثّل في بلوغ نصف النهائي، غير أنني أعتقد بأن الوصول إلى الدور ربع النهائي فقط يعتبر إنجازا جديرا بالتقدير، وهو أمر جيد''، مضيفا ''يجب انتظار سحب القرعة لتحديد الأهداف''، في إشارة إلى أن الهدف الذي أمضاه مع الاتحادية سيتغيّر على ضوء المنتخبات التي ستواجه المنتخب الجزائري في الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهو ما يعطي الانطباع بأن المدرّب الوطني متخوّف من عدم قدرته حتى على بلوغ الدور الثاني في حال تواجد ''الخضر'' مع منتخبات قوية من المستويين الأول والثاني، حيث أضاف ''وجود المنتخب الجزائري في المستوى الثالث سيصعّب من مهمته وسيضعه سحب القرعة في مجموعة قوية جدّا''، مشيرا أيضا ''يتعيّن على اللاّعبين التركيز وعدم تخطي المراحل ومن الضروري أيضا تفادي الغرور والتساهل والحفاظ على روح المجموعة ونمط العمل، لأنها عوامل ستضمن لهم التألق مستقبلا، ودون ذلك فإن المنتخب سيعود إلى نقطة الصفر''. وتأسف حاليلوزيتش لغياب منتخبات كبيرة عن الدورة النهائية، على غرار مصر والكامرون، مؤكدا بأنه يتوقّع أن تشهد الدورة النهائية المقبلة منافسة قوية جدا، مشيرا ''الكامرون يعاني من مشاكل داخلية، بينما تأثر المنتخب المصري بالمشاكل السياسية وتوقّف البطولة''، معتبرا بأن المنتخب الليبي ''محترم، غير أن تصرّفات لاعبيه غريبة، فهو منتخب يملك فرديات ممتازة. والمثير للاستغراب، العقلية الاستفزازية لعناصره''.