كسر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عزلة حكومة حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة يوم الثلاثاء بزيارة رسمية ستثير استياء إسرائيل والقادة الفلسطينيين المنافسين لحماس في الضفة الغربية. وقالت اسرائيل انها "مندهشة" من أن تنحاز قطر وهي حليف للولايات المتحدة في الخليج لجانب دون الآخر وتدعم حماس. وقال متحدث اسرائيلي أن الامير "القى بالسلام تحت الحافلة." قطاع غزة معزول عن العالم تقريبا بسبب الحصار البري والبحري الذي تفرضه اسرائيل لمنع استيراد الاسلحة والمعدات العسكرية. وقالت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية والمدعومة من الغرب إنها تأمل ألا تقوض الزيارة جهود المصالحة الفلسطينية أو تمثل موافقة على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وإيذانا ببدء زيارة دولة في كل ملامحها فيما عدا اسمها فقط عبر الامير القطري وزوجته الشيخة موزة برا إلى غزة من مصر على رأس وفد كبير وكان في استقباله اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة وحرس الشرف. واصطف مئات الفلسطينيين وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية والقطرية أثناء مرور موكب الامير على الطريق السريع الرئيسي المليء بالحفر والذي تعهدت قطر بإعادة تعبيده. وقال هنية للامير القطري في كلمة القاها في موقع مدينة جديدة ستبنى باموال قطرية "انت اليوم تعلن كسر الحصار من خلال هذه الزيارة التاريخية." واضاف "اننا اليوم نعلن انتصار الشعب الفلسطيني على الحصار من خلال هده الزيارة التاريخية ... نقول لك شكرا سمو الأمير وشكرا قطر لهده الوقفة العربية النبيلة.. تحية لدماء الشهداء التي أوصلتنا لهده اللحظة." وترفض حماس توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل ووجهت انتقادات لاذعة لعباس بسبب جهوده غير المجدية للتفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية. وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس دولة إلى غزة منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007 بعد اقتتال داخلي مع حركة فتح. وكانت اسرائيل سحبت قواتها والمستوطنين من القطاع قبل ذلك بعامين. ووصفت قطر الزيارة بانها لفتة انسانية لافتتاح مشاريع إعادة إعمار تمولها الامارة. وبعد تخصيص 250 مليون دولار لهذه المشاريع في بادئ الامر اعلن هنية وهو يبتسم انه تم زيادة المبلغ الى 400 مليون دولار. ولقطر الامارة الصغيرة التي يبلغ عدد مواطنيها نفس عدد سكان غزة تقريبا طموحات لاستثمار ثروتها الكبيرة من الغاز الطبيعي لتحقيق نفوذ دبلوماسي واقليمي. وكانت داعما رئيسيا للجماعات الاسلامية التي أصبحت الرابح الاكبر من انتفاضات الربيع العربي. وبرغم عدم تخليه عن أي من سلطاته المطلقة في الداخل يساند الامير القطري الانتفاضات الشعبية في دول عربية اخرى ويتيح تلفزيون الجزيرة القطري مجالا لمعارضي العديد من الحكام العرب. وكانت قطر الدولة العربية الرئيسية التي منحت الغطاء السياسي للعملية التي قادها حلف شمال الاطلسي في ليبيا للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي وتقود المعارضة العربية لبشار الاسد في سوريا وتقدم السلاح والاموال للمعارضين. لكن سياستها المزدوجة اصابت قوى اقليمية ودولية بالحيرة اذ تقدم دعما كبيرا للجماعات الاسلامية بما في ذلك حركة حماس بالتوازي مع اقامة علاقات وثيقة مع الولاياتالمتحدة.