يصل الشيخ حمد بن خليفة الثاني أمير قطر، إلى قطاع غزة اليوم الثلاثاء، ليصبح أول زعيم دولة يدخل القطاع المحاصر في زيارة وصفتها وسائل الإعلام بأنها هامة لكسر عزلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المدعومة من إيران والتي تولت السلطة في غزة عام 2007. وانتقدت إسرائيل هذه الزيارة الأولى من نوعها لأمير قطر، واصفة إياها ”بالغريبة”، وقال يغال بالمور، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية لوكالة فرانس برس ”يمكننا أن نأمل بأن يقوم الأمير بتشجيع الفلسطينيين الذين لا يدعون إلى العنف”، وأضاف ”في الوقت نفسه نجد أنه من الغريب ألا يساند الأمير كل الفلسطينيين بل يفضل حماس على السلطة الفلسطينية التي لم يزرها من قبل” في الضفة الغربية، وتابع أن أمير قطر ”اختار بذلك طرفا وهذا ليس جيدا”. ومن جهته توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حركة حماس بمزيد من الغارات التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلا إن إسرائيل لن تسمح بإطلاق الصواريخ باتجاه أراضيها. ويزور الشيخ حمد قطاع غزة رسميا، لافتتاح مشروعات لإعادة الإعمار تزيد قيمتها عن 250 مليون دولار كشف سفير لبلاده النقاب عنها في غزة الأسبوع الماضي، ولكن زيارته ستكون مفعمة بالرمزية السياسية، فالشيخ حمد سيكون أول زعيم خارجي يذهب إلى غزة تحت حكم حماس التي تعتبرها إسرائيل والغرب منظمة إرهابية ولكن يصعب تجاهل تأثيرها وطموحاتها في صراع الشرق الأوسط، وأصدر رئيس الوزراء الحمساوي اسماعيل هنية بيانا أكد فيه الزيارة وحث الشعب الفلسطيني على إظهار كرم الضيافة في ترحيبه بضيف غزة الكبير. وتم تعزيز الأمن بالفعل في الأماكن التي يتوقع أن يتوقف عندها أمير قطر وهو في طريقه من معبر رفح الحدوي البري المصري، ولا تملك غزة مطارا أو ميناء بحريا، ووضع بعض الفلسطينيين علم قطر في شوارع مدينة غزة، وهاجم آخرون الزيارة على مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنت مشككين في نوايا قطر، ووضع البعض صورا على صفحاتهم على الفيسبوك لأمير قطر بجوار الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنه تم إبلاغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قامت حماس بطرد حركته فتح بالقوة من غزة في 2007، بالزيارة القطرية خلال اتصال هاتفي من أمير قطر في الدوحة، وقالت ”وفا” في تقرير لها من الضفة الغربية إن الشيخ حمد ”أبلغ سيادة الرئيس رغبته بالذهاب إلى قطاع غزة وذلك لافتتاح بعض المشاريع لإعادة إعمار القطاع”، وأضافت ”رحب الرئيس، بجهود دولة قطر في دعم قطاع غزة، مؤكدا ضرورة الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وحث حركة حماس على تنفيذ الاتفاقات الموقعة حفاظا على الحقوق الوطنية ووحدة الصف الفلسطيني مما يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية كافة.