''.. نحب الجزائر نحبها في كل الشهور كما أحبها أسلافنا في كل العصور نوفمبر معذرة لم نستطع أن نحب الجزائر كما كنت تريد .. لم نتمكن من عشقها كما كنت تريد .. لم نبنها كما كنت تريد .. لم نكرمها بمثل ما أكرمتها دماء الشهداء نوفمبر معذرة لم نكن أوفياء لم نكن أقوياء لم نكن كرماء مع الجزائر أنبئك نوفمبر بعضنا خان بعضنا هاب وبعضنا خاب وبعضنا غاب وبعضنا نهَّاب..'' هكذا قلت العام الماضي أقول هذا العام نوفمبر لم يكن حزبا بل كان ديناميكية لم يكن تيارا بل كان مسارا نوفمبر لم يكن سلطة بل إرادة جماعية لم يكن نخبة بل كان شعبا نوفمبر لم يكن جيشا بل كان نضالا ومناضلين نوفمبر لم يكن مسؤولين ومناصب بل كان رجالا ونكران ذات نوفمبر لم يكن إيديولوجيا بل كان إيمانا بحق نوفمبر جاء للمرة الثامنة بعد الخمسين ليجدنا نراوح مكاننا نوفمبر عاد ليجدنا ككل عام نقاد ونحن أحيانا كثيرة في رقاد نوفمبر عاد ونحن نأكل بترولنا بلا تعب ولا جهاد يجدنا نوفمبر كل عام ما زلنا نبحث عن تغيير آمن وعن لحظة تأسيس أخرى نبحث عن حرية من فساد أنفس البعض منا من تخلفنا من تقاعسنا عاد نوفمبر ليجد أبناءنا أقل ارتباطا منا بنوفمبر يبحثون عن حلم آخر يؤسس لهم ما أسس لنا نوفمبر وجيل نوفمبر عاد نوفمبر في زمن قلّ فيه العاشقون لنوفمبر وقلّ العاشقون للحرية وقلّ العاشقون حتى للوطن عاد نوفمبر والكثير يجزم أن اللهث وراء المصالح قتل حب الوطن عاد نوفمبر والكثير يحلف بأغلظ الإيمان أن مُثُله لم تتحقق عاد نوفمبر وأيدينا على قلوبنا.. أحيانا خوفا على الوحدة وأحيانا خوفا على الاستقرار وأحيانا أخرى خوفا على الاستقلال عاد نوفمبر وورثة الاستعمار يدعون لتمجيد الاستعمار وهم يساوون بين جرائم قرن وثلث قرن من الاحتلال ولحظات إفلات مشاعر وهم يساوون بين جرائم العنصريين وأخطاء بعض الثوار لزمن أيام لهذا نتساءل عاد نوفمبر فهل صار الاستعمار بعيدا؟ وهل صار المجتمع في غير حاجة لنضالات الحرية؟ لا، حلم نوفمبر ومثله ما زالت في حاجة لمزيد من قوة العشق لنوفمبر ما زالت في حاجة للثورة على الذات على إنسان التخلف على إنسان الجهل وعلى إنسان الاستسلام لنوازع فاسدة الثورة اليوم هي القطيعة مع النوازع الفاسدة مع هيمنة روح الوهن والكسل مع رفض العمل الثورة اليوم هي القطيعة مع الاتكالية على البترول .. الثورة اليوم هي عودة واعية لنوفمبر ومثل نوفمبر والثورة اليوم هي مرة أخرى الحرية هي مزيد من الحرية من قال أن حقوق الإنسان بديل لحرية الشعوب يخدعنا ومن قال أن التنمية المستدامة بديل للتنمية المستقلة يخدعنا ومن يعتقد أن الإندماج في العولمة هو المخرج واهم غلطان ومن يعتقد أن الإمبريالية انتهت واهم اليوم وسيكون غدا ندمان ومن يعتقد أن الاستقرار هو الركود هو الاستسلام لواقع الحال هو التفرج السلبي على الفساد هو يؤجل علاج أمراض لا بد أن تعالج من يعتقد أن الاستقرار هو غياب المؤسسات وغياب الغايات وانحناء الهامات لا يخدم نوفمبر ومن يجعل حسابات الطمع السفيه تنقض على الدولة وتستحوذ على السلطة وعلى الثروة يعمل عكس مثل نوفمبر عشق نوفمبر ما زال في حاجة اليوم للمشاعر وللإرادات ما زال في حاجة لنكران الذات. وأعود للقول ما قلته العام الماضي لن نتوقف عن عشق نوفمبر لأنه هو السبيل الذي كان وما زال هو الحرية هو عهد الأبرار أعدك، مثل الكثير من الجزائريين، أنا سنحبك نوفمبر ما حيينا وسنجد لذلك سبيلا أكيدا مهما كانت الحيرة ومهما تأخر القرار. [email protected]