تتباحث روسيا مع تركيا بشأن إعادة معدات رادارات الدفاع الجوي المصادرة من على متن طائرة الركاب السورية التي أرغمتها القوات الجوية التركية على الهبوط في مطار أنقرة خلال رحلتها من موسكو إلى دمشق في 10 تشرين الأول/أكتوبر، إلى مالكها شركة "مكتب تصميم الأجهزة" في مدينة تولا، حسب ما ذكرته صحيفة "كوميرسانت" نقلا عن مصادر دبلوماسية وعسكرية روسية. وحملت الطائرة معدات رادار نظام الدفاع الجوي "بانتسير-أس1"، وهي بضائع غير محرمة، ولا يحظر نقلها على متن الطائرة المدنية. وأكدت تركيا هذا. وأسندت مهمة نقلها إلى سوريا لشركة "أر تي لوغيستيكا" التي قررت نقلها إلى دمشق على متن طائرة ركاب سورية لا يمكن أن تسترعي الانتباه. ولكن تم تسريب معلومات عما تحويه هذه الطائرة من بضائع، ولهذا أرسلت قيادة القوات الجوية التركية مقاتلتين من طراز "أف-16" لتعترضا الطائرة السورية وترغماها على الهبوط في أنقرة. واستبعد التحقيق الذي أجراه جهاز الأمن الروسي (أف أس بي) أن تكون هذه المعلومات تسربت من الجانب الروسي، ورجح أن تكون تسربت من الجانب السوري. ولقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تلك الطائرة حملت "البضائع التي أرسلها مورّدها الروسي الشرعي إلى طالبها الشرعي"، موضحا أنها "معدات الرادار التي لا تحرمها أية معاهدات دولية". وأشار لافروف إلى أن نقل الطائرات المدنية لمعدات من هذا النوع أمر عادي. وقال لافروف لصحيفة "روسيسكايا غازيتا" في 23 تشرين الأول إن مسؤولين أتراكاً قالوا أخيرا إن الطائرة السورية حملت معدات كهربائية. وأضاف: "نرجوهم، والحالة هذه، أن يقولوا بصورة علنية إن الأسلحة والذخائر لم تكن موجودة على متن الطائرة". وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قد قال للصحفيين في وقت سابق إن السلطات التركية لا تشكك في شرعية المحتويات التي صودرت من على متن الطائرة السورية.