الولايات المتحدة تؤجل تسليح المعارضة أكدت مصادر دبلوماسية، على اطلاع بالملف السوري، أن مجموعة أصدقاء سوريا تعتزم الحصول على اعتراف دولي بالائتلاف المعارض، خلال الاجتماع المقرر في 30 من الشهر الحالي بالعاصمة اليابانية طوكيو، حيث يُنتظر مشاركة نحو 60 دولة، مع العلم أن الاجتماع يهدف إلى الرفع من مستوى الضغوط على النظام السوري، إلى جانب مناقشة إمكانية تسليح المعارضة السورية. كان الرئيس الفرنسي أعلن اعتراف بلاده بالائتلاف، أول أمس، فيما اعتبرت الخارجية الأمريكية، على لسان هيلاري كلينتون، أن تشكيل الائتلاف يعد الخطوة الأولى نحو تشكيل حكومة انتقالية، ومن ثمة تسليح المعارضة، حيث أشارت في ندوة صحفية، أمس، بمدينة بيرث الأسترالية، أنه على الائتلاف أن يثبت قدرته على توحيد المعارضة والحديث باسم الجماعات المسلحة، ليكون بذلك صوت المعارضة المناهضة للنظام واحدا. وأضافت أن ''هذا الكيان الجديد يستجيب لما كنا ندعو له، وعليهم اليوم أن يثبتوا قدرتهم على ضمان قضية سوريا موحدة وديمقراطية وتعددية، حينها سنكون على استعداد لتقديم المساعدة العسكرية للشعب السوري''. في المقابل، أكد رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، أمس، في حوار لقناة ''روسيا اليوم''، أن مطلب رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي اشترطه الائتلاف الجديد، لا يخدم مصلحة الشعب السوري ولا ضرورة العمل على إيقاف إراقة الدماء، مشيرا أن موسكو ما تزال متمسكة بموقفها الداعي إلى الحوار بين طرفي النزاع بقوله: ''يجب الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض''. من جانب آخر، اعتبر ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، أن مهلة الثلاثة أيام التي منحها مجلس الثورة العسكري المعارض في سوريا للأجانب لمغادرة الأراضي السورية بمثابة تهديد صريح ومباشر للمصالح الروسية في سوريا، الأمر الذي ترفضه موسكو. وبهذا الخصوص، تستمر مساعي الخارجية الروسية في محاولة لتوفيق المواقف الدولية، حيث يتوجه وزير الخارجية، سيرغي لافروف، لمنطقة الخليج لبحث ملف الأزمة السورية. من جهة أخرى، أفادت الصحافة التركية، الصادرة أمس، أن وزير الدفاع التركي، عصمت يلماظ، صرح أن بلاده مستعدة للرد عسكريا على أي انتهاك لسيادة ترابها وأجوائها، حيث أكد أن وحدات الجيش التركي المتواجدة على الحدود مع سوريا مخولة بالتدخل المباشر، فيما جاء الرد السوري على لسان نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، الذي صرح أن الحكومة السورية لا تسعى لأي صدام مباشر مع تركيا، لكن ''إذا لزم الأمر سوريا ستدافع عن نفسها في تعرضها إلى أي اعتداء بالطرق المشروعة والتي كفلها القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة''. الجدير بالذكر في هذا السياق أن الطيران العسكري السوري جدد أمس قصفه لبلدة ''رأس العين'' على الحدود التركية. ويأتي هذا التوتر على الحدود الشمالية بالموازاة مع التهديدات الإسرائيلية بالرد على أي انتهاك يقوم به الجيش السوري في ملاحقته لجنود الجيش الحر في هضبة الجولان، إذ سبق للجيش الإسرائيلي أن أطلق أعيرة نارية تحذيرية. ميدانيا، أفادت تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تواصل الاشتباكات بين الجيشين النظامي والمنشق في مناطق متفرقة من المحافظات السورية أسفر عن ارتفاع حصيلة الضحايا من الجانبين ومن المدنيين. فقد أشار المرصد إلى تجدد القصف في العاصمة دمشق، حيث قصف الجيش النظامي مناطق في مخيم اليرموك.