كتاب فيليب كوهين وبيار بيون يعتبر''مهزلة بغيضة'' انتقد مناضل حقوق الإنسان والعسكري السابق في الجيش الفرنسي، هنري بوليوت، بشدة، محاولة ''يائسة'' لتبرئة جان ماري لوبان من ممارسة التعذيب في الجزائر، ورد على مؤلفي كتاب ''جان ماري لوبان.. تاريخ فرنسي''، لبيار بيون وفليب كوهين، الصادر مؤخرا، بسخرية، متسائلا ''لوبان.. ملاك؟''. تتواصل الانتقادات الموجهة لمؤلفي كتاب يبرئ الجلاد، اليميني المتطرف، جان ماري لوبان، الصادر مؤخرا عن منشورات ''روبير لافالون'' من ممارسة التعذيب في الجزائر، في الأعوام الأخيرة للثورة، إذ سخر مناضل حقوق الإنسان، العسكري السابق في الجيش الفرنسي، هنري بوليوت، من القول بأن لوبان كان يعنف الجزائريين فقط ولم يكن يعذبهم، ووصف خرجة مؤلفي الكتاب، فيليب كوهين وبيار بيون، ب''المهزلة البغيضة''، وأحال على شواهد حية وأدلة ثبوتية بأن الفرنسي اليميني المتطرف أشبع المناضلين الجزائريين ويلات التعذيب، وقال إنه ''حتى لوبان نفسه يعترف بذلك، في محطات عدة لم يجد حرجا في اعترافاته، في نزعة يريد من خلالها تأكيد وطنيته الفرنسية وكسب ولاء الذين يحنون للجزائر فرنسية''. ويؤكد هنري بوليوت الذي انتدب للعمل في ''فيلا سوزوني'' التي كانت مخصصة لتعذيب المناضلين والفدائيين الجزائريين، سنة 1961، أن جان ماري لوبان، كان جلادا حقيقيا، وبلغت ذروة تنكيله بالجزائريين خلال معركة الجزائر، حيث كان ضمن فيلق المظليين بقيادة الجنرال ماسو. ويؤكد هنري بوليوت أن لوبان، خلال تلك الفترة، كان يعذب الجزائريين في فيلا سوزوني، وهو المكان الذي تفنن السفاح بيجار كذلك، في اختراع أدوات استنطاق المشتبه بانضمامهم للثورة أو المتعاونين مع المجاهدين. ونقل بوليوت تصريحات ضابط في الجيش الفرنسي كان يشتغل بمنطقة القبائل، لصحيفة ''جمهورية الوسط'' يوم 18 فيفري 1985، أن لوبان يعترف بممارسة التعذيب، ونقل تصريحا له قال فيه: ''أمارس التعذيب ورأسي مرفوع''، في معرض استغرابه كيف أن لوبان رفع دعاوى قضائية على الصحفيين الذين تناولوا ممارساته رغم أنهم كانوا على حق ولم يفعلوا أكثر من أنهم أدوا مهامهم؟ كما أكد هنري أن صحيفة ''لوموند'' الفرنسية، نشرت عام 2002 ملفا كاملا تضمن شهادات حية تدين جان ماري، في خضم جدال قضائي رافق جلسات محاكمة الصحفي ''فلورانس بوجيي''، الذي تناول ماضي المعني، وممارساته خلال معركة الجزائر، وعلق لوبان حينها في رواق المحكمة، أنه فخور ب''مآثره'' فيما قام به بالجزائر العاصمة، أواخر الثورة، بما في ذلك ما كان يحدث في فيلا سوزوني، التي كانت بالنسبة إليه، رمزا، لكنها، بالنسبة لهنري بوليوت، كانت رمزا لأبشع الممارسات التي كان يقوم بها لوبان، الذي كان يعشق الجثث والمقابر الجماعية. كما عدد مناضل حقوق الإنسان، شواهد عن تورط الرئيس السابق للجبهة الوطنية في التعذيب، منها ما بثته قناة ''فرانس ''2 سنة 2007، في برنامج ''مبعوث خاص'' جوزي بورغرال، الذي أعد تحقيقا بعنوان ''لوبان الجلاد..''. ويقول هنري بوليوت إن ماضي لوبان في ''حرب الجزائر'' لم يأخذ حقه من التناول، ويرى أنه يجب تسليط الضوء على ''هذا الضابط المظلي الجلاد طيلة الحرب، الذي يريد اليوم، تبييض صورته''، في إشارة إلى الكتاب الجديد الذي يبتغي منه أصحابه تبرئة لوبان من تهم التعذيب في الجزائر.