أفاد عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، أن ''المسرحية الانتخابية التي جرت أطوارها في 29 نوفمبر 2012، محطة في مسار طويل من ممارسات تزيد في إفساد الساحة السياسية''. وقال جاب الله، في اتصال به، تعليقا على نتائج الانتخابات المحلية، إن السلطة ''بإشراكها أطرافا في تبرير سياساتها، أفسدت الحياة السياسية وزرعت اليأس في قلوب المواطنين، وهذا الذي قلناه من قبل وتأكد اليوم في هذه المسرحية''. وتراوحت نسبة المشاركة في الاقتراع المحلي، حسب رئيس جبهة العدالة، ما بين 20 و25 بالمائة ''وذلك من خلال الأخبار الوافدة من هنا وهنالك. وقد رفعوها إلى النسبة التي أعلن عنها وزير الداخلية قبل أيام، كأنما أوحي إليه ولم يوح إليه''. ومعروف أن جبهة العدالة والتنمية قاطعت الانتخابات المحلية، على خلاف الأحزاب الإسلامية الأخرى. وحول النتائج الضعيفة التي حصل عليها الإسلاميون، قال جاب الله: ''هناك مغالطة متعلقة بموضوع التيار الإسلامي الذي في عمومه قاطع الانتخابات. فكثير من الكتّاب أشاروا إلى أن الانتخابات المحلية كانت هزيمة نكراء للتيار الإسلامي، وبأنه تقهقر، فكأنما هناك تشف وأمنية تراود أصحاب هذا القول. أما الحقيقة أن التيار الإسلامي قاطع الانتخابات، وجبهة العدالة مقاطعة والتيار السلفي في عمومه مقاطع''، في إشارة إلى أن حمس والنهضة والإصلاح لا يمثلون التيار الإسلامي. ويرى جاب الله أن السلطة ''بمثل هذه الممارسات ستزيد في عزل نفسها عند الرأي العام الواسع، الرافض لهذه المهزلة الانتخابية والمقاطع لها. وقد أكدت النتائج في النهاية سلامة تحليلنا''. وبشأن صعود أحزاب محسوبة على السلطة بمناسبة الانتخابات المحلية، على عكس الإسلاميين، قال جاب الله: ''هذه أحزاب هم الذين أنشأوها وعندما ينتهي دورها يستغنون عنها. ولكنني أرى أنه من المسخرة ومن لغو القول أن نتحدث عنها، أنا ليست في بالي هذه الأحزاب ولا تندرج ضمن اهتماماتي''. مشيرا إلى أن النتائج التي أفرزتها الانتخابات ''تزيد من النيل من مصداقية الطبقة السياسية والأحزاب المشاركة فيها، لأنه سيستقر في أذهان المواطنين أن هؤلاء يدورون في فلك السلطة وأنهم أدوات من أدواتها تزين بهم المشهد ليس إلا''.