فاجأنا القدر.. اختطفك دون أن يترك لنا حق توديعك.. أن نشكر لك 10 سنوات من الطيبة، حمّلناك فيها همومنا وشكاوينا، هذا القدر الذي عاندنا.. كنت قد وعدتني بقضاء يوم الأحد معي بعيدا عن أجواء العمل، كأنك كنت تعلم أنه يوم للحزن، يوم نشيّعك لمثواك الأخير، حتى السماء شاركتنا البكاء. من يعزي من؟ رحل الرجل الطيّب، الرجل الذي لم نسمع منه، طيلة 10 سنوات، غير الدعوة إلى الصبر، والتضحية من أجل سكان الجزائر العميقة، من أجل من لا منبر لهم إلا قلم الصحفي الصادق. كنت تهوّن عنا ثقل العبء، وتدعونا لتجاوز كل المشاكل مع التحرير المركزي، بل وتنسينا إياها بدعوة مرفوقة بضحكة خفيفة لزيارتك في المكتب الجهوي. حتى عندما عزمت التقاعد، كنت حريصا على أن يكون خفيفا على كل الزملاء، بتحضير الجميع لتقبّل مغادرتك للمكتب، وتذكيرنا بالتركيز على ضرورة الإخلاص والتفاني. نم قرير العين، أيها الأخ العزيز، فإن ذكراك في قلوبنا تنبض، وطيفك يرفرف حولنا، أسكنك الله فسيح جنانه، وألهمنا فيك الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون أرثيك بأي الحروف أرثيك كل القواميس التي أعرفها عجزت.. فأنا بكل لغات الأرض أبكيك اخترت في الحياة الحرف مشنقة فكنت صدى كل جريح وكنت البلسم الشافي وداعا رفيق الدرب.. وداعا فإن ذكرك في القلب باق