سجلت حركة النهضة بأن غياب ''الإرادة السياسية الجادة'' ولدت عنه ''إصلاحات مشوهة وزادت في تشويه وتعويم الحياة السياسية وتمييعها، وكان من نتائجها انتخابات تشريعية مزورة، ثم انتخابات محلية فاقت فضائحها التشريعات، نتج عن ذلك مؤسسات عاجزة''. وأشارت الحركة أنه ''بعد هذه المهازل المتكررة، يطلع علينا المسؤولون بأن الشعب الجزائري مجمع عليها، في الوقت الذي غيّب الشعب الجزائري عن الانتخابات ودفع للعزوف، ويكفي أن أكثر من ثلثي الناخبين قاطعوها''. وترى حركة فاتح ربيعي أنه ''ثبت فشل هذه الإصلاحات، بل كانت إفسادا للحياة السياسية، فزاد معها العزوف، والتجوال السياسي، والمال السياسي وشراء الذمم، والانسداد الحاصل على مستوى المجالس المحلية، ولا تنفع معها ترقيعات وزارة الداخلية''. من جهة أخرى، ذكر الأمين العام لحركة النهضة، أمس، في افتتاح مراسم تنصيب لجنة تحضير المؤتمر الخامس للحركة، أن ''الشعب الجزائري لا يفرط في قيم ثورته وسيظل متمسكا بحقه على فرنسا في الاعتذار والتعويض''. وقال أن ''هذا الحق لا يسقط بالتقادم''، في رد ضمني على تصريحات رئيس الهيئة الاستشارية لحقوق الإنسان فاروق قسنطيني. كما انتقد الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، ما وصفه ب''محاولة'' بعض النافذين بمؤسسات الدولة تمرير فكرة فصل الدين عن الدولة، ووأد حق الجزائريين على فرنسا في الاعتذار والتعويض بدعوى سقوطه بالتقادم، تمهيدا لزيارة الرئيس الفرنسي للجزائر''. وشدد ربيعي بهذا الشأن ''إننا نؤكد في حركة النهضة على ضرورة إدراج مطلب الاعتذار والتعويض ضمن جدول أعمال هذه الزيارة، وأن تتبنى الدولة هذا المطلب لأنه مطلب شعبي''. ودعا ربيعي لضرورة أن ''تحكم العلاقة مع فرنسا الالتزام بالقواعد الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وليس على أساس الحظوة والأفضلية لفرنسا في الجزائر دون غيرها في المجال الاقتصادي والسياسي، ورئيسها الوحيد الذي يحظى بالخطاب أمام البرلمان بغرفتيه، دون الرؤساء من الدول الصديقة والشقيقة''. وأشار ربيعي بأن ''الإهانة التي لحقت بنا من أهلنا ومسؤولينا قبل أن يهيننا مستعمر الأمس، حينما جعلوا اللغة الفرنسية في الجزائر هي اللغة الرسمية بديلا عن اللغة العربية، وحينما رفضت الأغلبية المزعومة في البرلمان مشروع قانون تجريم الاستعمار، في الوقت الذي صادقت الجمعية العمومية الفرنسية على قانون تمجيد الاستعمار''. وفي منظور زعيم حركة النهضة، ''فلا ننتظر من فرنسا أن تحترمنا قبل أن نوفر لأنفسنا شروط الاحترام، ولا نطلب منها الاعتذار قبل أن يكون لمسؤولينا الجرأة والشجاعة في فرض هذا الاعتذار''. كما ذكر ربيعي بأنه ''لا ننتظر من فرنسا أو غيرها أن تحترمنا وتتعامل معنا بالندية، وهي تعلم زيف إصلاحاتنا وتزوير انتخاباتنا، وضعف مؤسساتنا، والهوة السحيقة بين الشعب ومن يحكمه''.