أضرب أكثر من 600 تلميذ متمدرس بثانوية 19 ماي في القالة بولاية الطارف، أمس، عن الدراسة وسط حالة استنفار قصوى بحضور مديرة التربية وأقرب مساعديها، تضامنا مع زميلهم الذي أضرم النار في جسده أول أمس داخل المؤسسة. وفي اتصال ''الخبر'' مع مديرة التربية، أوضحت بأن حالة التلميذ في تحسن وليست خطيرة، وإصابته استنادا إلى أطباء المستشفى لا تتجاوز 30 بالمائة عجزا بدنيا. وأكدت بأنها قررت عودة التلميذ إلى مقعده الدراسي بعد فصله بقرار تأديبي دون الأخذ بعين الاعتبار حالة نوبات قلقه. وكانت ثانوية 19 ماي بالقالة قد فتحت ساعتها الصباحية الأولى، أول أمس، على وقع حادث قيام تلميذ مفصول عن الدراسة بإضرام النار في جسده، بعدما رش البنزين داخل أحد المراحيض، ومنه إلى الجناح الإداري، احتجاجا على قرار مجلس التأديب بفصله نهائيا عن الدراسة، وقد نقل على جناح السرعة إلى مستشفى القالة حيث يخضع للعلاج تحت العناية المركزة، لإصابته بحروق بليغة حسب مصدر طبي، وقد تم أمس نقله إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة. وحسب المعلومات التي استقيناها من عين المكان، فإن الضحية المسمى منصوري أنور، 18 سنة، من سكان قرية المالحة 5 كلم غربي القالة، متمدرس بالسنة النهائية، قرر مجلس التأديب فصله نهائيا، بعد محاولاته العديدة لإعادته التي باءت كلها بالفشل، فيما أكدت والدته بأن الأستاذ محل الخلاف مع التلميذ رفض استقبالها وأصر على فصله، رغم استعداد قبول بقية الطاقم التربوي إعادته للدراسة. وقد خلف هذا الحادث موجة من الاستياء والتذمر وتضامنا واسعا مع التلميذ الضحية، حيث أجمعت اتصالات الكثير من سكان القالة ب''الخبر''، خاصة أولياء التلاميذ بهذه الثانوية، على أن التلميذ من عائلة فقيرة ومحاولاته المتعددة ومحاولات والدته المصابة بمرض القلب تبين نية الضحية في مواصلة دراسته.