تحوّلت عمليات الغش والتحايل، التي يقوم بها بعض تجار زيوت السيارات، إلى تجارة رابحة يقومون بها، مستغلين في ذلك غياب الرقابة على هذه المادة الضرورية لعيش محركات المركبات، غير آبهين بانعكاسات الغش على السيارات والأرواح، مقدّمين أولوية الربح السريع في التجارة على حياة المواطنين. دفع انتشار استخدام هذه الزيوت ''الخبر'' إلى التحرّي في الموضوع، ومساءلة بعض بائعي الزيوت، وكذا ضحايا هذه التلاعبات الخطيرة، حيث قال لنا أحد بائعي الزيوت بحسين داي إن هذه العملية التي يلجأ إليها الباعة الطفيليون عن المهنة يضرّون بها بمحرّكات السيارات، وكذا أصحاب العلامات التجارية التي أضحت سلعها تلقى كسادا، نظير غلاء أسعارها مقارنة بالزيوت المغشوشة، ويقول علاء، سائق حافلة نقل المسافرين، ''تنوعت أشكال التحايل التجاري في زيوت التشحيم وزيوت المحرّكات، فمن ذلك اللجوء إلى زيوت الشاحنات رخيصة الثمن في عبوات زيوت السيارات الصغيرة مرتفعة الثمن، وهذا يتسبّب في إتلاف المحرّك بعد مدة قصيرة''، كما أردف محدثنا أن الأمر بات يتطلّب تفتيشا مفاجئا ودوريات من الجهات المسؤولة على هذه المحلات، واتخاذ عقوبات بحق المخالفين، حتى لو وصلت لغلق المحل. وللاستفسار أكثر عن طريقة الغش في العملية وكيفية الحصول على الزيوت المغشوشة، حدثنا صاحب محل ببراقي، حيث أكد أن هؤلاء الأشخاص يقومون بخلط زيوت من علامات تجارية مختلفة مع زيوت رديئة وبيعها بأسعار مرتفعة على أنها زيوت أصلية تحمل علامة تجارية معروفة، وقيام البعض الآخر بوضع زيوت ذات نوعية رديئة في عبوات تحمل علامات تجارية، وذلك باستخدام أدوات خاصة لشركات كبيرة ومعروفة وبيعها على أنها زيوت أصلية، كما اتهم جهات بترويج هذه الزيوت تحت أسماء شركات ومؤسسات كبيرة بالجزائر. من جهة أخرى، قال أحد أصحاب محلات غسل السيارات إن عملية الغش تكون، في غالب الأحيان، مع مادة ''المازوت''، التي يتم خلطها مع الزيوت، حيث أشار إلى أن الزيت الممزوج بشكل جيد يكون للسيارات الجديدة، لأن محركها ذو جودة عالية، وأردف محدثنا أن هذه الزيوت تجف بسرعة في المحرك، كون هذا المزيج يكون سائلا لغلبة المازوت عليه، أما بالنسبة للسيارات القديمة فإن الزيت يتسرب من المحرك، كونها لا تتحمل الزيت ''المدغول''، حسبه. كما أكّد أغلب رواد المحطات الخاصة بالبنزين بأن رواج هذه المادة كان على خلفية توقّف مصنع الزيوت بأرزيو، الأمر الذي أفسح المجال أمام تحايل ''المافيا'' الخاصة بتهريب وترويج الزيوت المغشوشة، بعد إدخالها أرض الوطن، ثم توزيعها في نقاط البيع على أنها زيوت أصلية وهي لعلامة تجارية معروفة. وقال أحد رواد محطة الخروبة للبنزين إن ما يحدث من أصحاب تلك المحلات هو جريمة في حق المستهلكين عمومًا، حيث يتم استخدام زيوت سبق استخدامها، وخضعت لعملية تكرير وإضافة بعض المواد إليها لتظهر كأنها زيوت جديدة لم تُستعمل من قبل، كما يتمّ تسويق زيوت رديئة وغير مطابقة للمواصفات بأسعار منخفضة، بعد إقناع المستهلك بأنها زيوت ممتازة وهي تُباع بأسعار منخفضة.