اعتبر الرئيس فرانسوا هولاند، في خطابه بعد تقليده الدكتوراه الفخرية بجامعة أبو بكر بلقايد في تلمسان، أن اتّفاق الشراكة بين البلدين ''هو فرصة كبيرة يجب على الشباب استغلالها''، وحثّهم على عدم النظر للماضي كنقطة خلاف فقط، واعترف أنه، خلال زيارته لأزقة تلمسان العريقة، اليد في اليد مع الرئيس بوتفليقة: ''أحسست أننا نصنع التاريخ''. وخصّ الرئيس الفرنسي قسطا كبيرا من خطابه للشباب الجزائري، الذي اعتبره أكبر ثروة للجزائر، مستدلا بعدد الطلبة الجامعيين البالغ 3,1 مليون. وكرّر المخاطب كلمة ''المستقبل'' عدة مرات، للتأكيد على ضرورة كتابة صفحات جديدة، وعبّر عن تفهّمه لاعتزاز الشباب بماضيهم ونضالات أسلافهم من أجل الحرية، لكن حثّهم على ''تجنّب النظر للماضي كنقطة خلاف فقط''. كما قال إنه يدرك أن الشباب الجزائري ''قضى طفولته خلال سنوات الإرهاب في الخوف والألم، لكنكم خرجتم منتصرين بعد المصالحة الوطنية''. وأضاف: ''أعلم أن البطالة والتردّد جعلت العديد منكم يفكّر بالمغادرة والالتحاق بالضفة الأخرى، وفرنسا مستعدة لاستقبالكم، لكن مكانكم في الجزائر''. قبل أن يستدرك قائلا: ''فرنسا ستكون أحسن صديقة لكم للذهاب إلى أبعد الحدود في التكوين''. واستدل على كلامه برقم 30 ألف طالب جزائري يتابعون دراستهم في فرنسا. وقد استقبلت مدينة تلمسان التاريخية، زوال أمس، الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند، الذي تسلّم مفاتيح المدينة، قبل الشروع في السير على الأقدام وسط حضور جماهيري غفير على جنبات شارع العقيد لطفي من ساحة الشهداء باتجاه باب وهران العتيق، وهي بمثابة رحلة في تاريخ الجزائر، بعد أن تعوّد الرئيس خلال كل زيارته لتلمسان على الانطلاق من باب وهران نحو ساحة الشهداء. وتضمّن البرنامج، كذلك، زيارة متحف سيدي بلحسان التنسي وضريح الولي سيدي بومدين الغوث، كما تمّ تقليد الرئيس فرنسوا هولاند الدكتوراه الفخرية في جامعة أبو بكر بلقايد في تلمسان، قبل إلقائه خطابا أمام الأساتذة والطلبة.