قبيل ساعات من انطلاق الجولة الثانية من الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوى المعارضة والتيار الإسلامي، أسفرت عن سقوط عشرات المصابين. حدثت الاشتباكات بعد نشوب حرب هتافات أمام مسجد القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية، في إطار مليونية ''الدفاع عن المساجد'' التي دعت لها قوى التيار الإسلامي، حيث هتف الإسلاميون ''بالدم نفديك يا شيخنا''، في إشارة إلى الشيخ المحلاوي الذي تم الاعتداء عليه الجمعة الماضية، بسبب دعوته المصلين بالتصويت ب''نعم'' على مشروع الدستور، ليرد عليهم المعارضون ب''يسقط حكم المرشد'' و''الشعب يريد إسقاط النظام''. شهدت الشوارع الجانبية بساحة مسجد القائد إبراهيم عمليات كر وفر بين الإسلاميين المدعمين والمعارضين للدستور، ومطاردات بالحجارة والآلات الحادة وسماع دوي طلقات رصاص ووقوع مشادات أسفرت عن إصابة العشرات، وقامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع ووضع حاجز بشري من تشكيلات جنود الأمن المركزي، لفض الاشتباكات بين الإسلاميين والمعارضين بساحة المسجد، قبل أن تختتم القوى السياسية المؤيدة والمعارضة تحركاتها لحسم معركة الاستفتاء، حيث سعت جماعة الإخوان وحلفائها لإقناع الناخبين بالتصويت ب''نعم''، من خلال حملة على مستوى القرى والأرياف لحسم الاستفتاء بنسبة كبيرة، وأصدرت تعليمات لأعضائها بالنزول للشارع للحديث مع الناس وتوزيع المنشورات والمطبوعات لإقناعهم بالدستور. وفي المقابل واصلت القوى المدنية والمعارضة حملاتها لرفض الدستور، وإقناع المزيد من المواطنين بالتصويت ب''لا''، من خلال المسيرات والتحركات الجماعية لحملة ''دستوركم باطل''، في الوقت الذي اتهمت فيه جماعة الإخوان المسلمين مديرية أمن الإسكندرية بالتواطؤ مع من وصفتهم ب''البلطجية'' لإشعال الأوضاع، والعودة إلى سياسات الناظم السابق. وفي غضون ذلك، يتوجه اليوم حوالي 20 مليون ناخب مصري، إلى صناديق الاقتراع للتصويت على مشروع الدستور الجديد، في مرحلته الثانية على مستوى سبع عشرة محافظة، من بينها الجيزة التي تعد أكبر الكتل التصويتية في المرحلة الثانية، حيث يزيد عدد الناخبين بها عن أربعة ملايين صوت.