طوت الولاياتالمتحدةالأمريكية صفحة سنة 2012 بأسوأ كارثة طبيعية في تاريخها، بعد أن ضرب أحد أعنف الأعاصير الاستوائية سواحلها الشرقية نهاية شهر أكتوبر، مخلفا أكثر من 110 قتيل وعشرات المفقودين وخسائر مادية بلغت نحو 20 مليار دولار، كانت حصيلة مرور إعصار ''ساندي''. وصف خبراء الأرصاد الجوية الإعصار ''ساندي''، بأنه الأقوى من نوعه الذي يجتاح الولاياتالمتحدة منذ عقود. ومرّ الإعصار بجامايكا وكوبا وجزر البهاما وهايتي وجمهورية الدومينيكان، قبل وصوله إلى كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أثّر على 24 ولاية على الأقل، من فلوريدا إلى نيو إنجلاند. وأدت الزوبعة التي خلفها الإعصار إلى توليد رياح مدمرة في نيويورك التي غرقت في الظلام، كما اجتاحت الفيضانات الشوارع والأنفاق وقنوات ''الميترو'' في مانهاتن السفلى وكوني ايلاند وجزيرة ستاتن ونيو جيرسي. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ''الكارثة الكبرى''، كما اضطر، إلى جانب منافسه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلى تعليق حملتهما الانتخابية ثمانية أيام، قبل موعد الانتخابات التي أعادت أوباما إلى البيت الأبيض مجددا. وأصدرت السلطات الأمريكية أوامر بإجلاء نحو مليون شخص في أكثر من عشر ولايات، وفي نيويورك فاض نهرا ايست ريفر وهادسن ريفر وغمرت المياه أنفاق ''الميترو''، فيما ضربت المدينة رياح عنيفة وأمطار غزيرة، واجتاحت السيول شوارع جنوب مانهاتن. وامتد تأثير رياح الإعصار، من الحدود الكندية إلى ولاية ساوث كارولاينا. وأثّر الإعصار على البنية التحتية في المدن التي اجتاحها، حيث نقل عن جوزيف لوتا، مدير شبكة النقل في مدينة نيويورك، قوله إن ''تاريخ شبكة ميترو الأنفاق في مدينة نيويورك، يبلغ 108 أعوام، لكنها لم تمر أبدا بكارثة مدمرة كالتي مرت بها الليلة الماضية''. وأشارت تقديرات المؤسسات الاقتصادية إلى أن قيمة فاتورة خسائر الإعصار، بلغت نحو 20 مليار دولار، ما يجعل ''ساندي'' أحد أكثر الأعاصير كلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة، حيث ذكر حاكم مدينة نيو جيرسي أن خسائر مدينته فقط، كلفت نحو 28 ,3 مليار أورو، أما حاكم مدينة نيويورك، فأكد أن الخسائر بلغت 32, 2 مليار أورو.