توقعات بخسائر تناهز 20 مليار دولار وأوباما يعلن ''الكارثة الكبرى'' قتل أكثر من 13 شخصا على الأقل في كنداوالولاياتالمتحدة التي وصل الإعصار ''ساندي'' إلى ساحلها الشرقي، أول أمس، وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حالة ''الكارثة الكبرى'' في ولاية نيويورك التي غرقت في الظلام. أصدرت السلطات الأمريكية أوامر بإجلاء نحو مليون شخص في أكثر من عشر ولايات، وأفادت السلطات المحلية في ولايات نيويورك ونيوجرزي وبنسلفانيا وفرجينيا الغربية وكارولاينا الشمالية عن سقوط 31 قتيلا 10 منهم في نيويورك وحدها، وفق ما أعلن عنه عمدة المدينة، فيما قتلت امرأة كندية عند تساقط حطام حملته الرياح. وسقط معظم القتلى في الولاياتالمتحدة نتيجة سقوط أشجار اقتلعتها الرياح. وفي نيويورك فاض نهرا ايست ريفر وهادسن ريفر وغمرت المياه أنفاق الميترو، فيما ضربت المدينة رياح عنيفة وأمطار غزيرة، واجتاحت السيول شوارع جنوب مانهاتن. وامتد تأثير رياح الإعصار من الحدود الكندية إلى ولاية ساوث كارولاينا، ومن وست فرجينيا إلى نقطة في المحيط الأطلسي عند منتصف المسافة تقريبا بين الولاياتالمتحدة وبرمودا، وهذه أكبر مساحة يغطيها إعصار على الإطلاق. وقال المركز الوطني للأعاصير إن ساندي وصل الشاطئ وهو محمل برياح سرعتها 129 كيلومتر في الساعة. وأعلنت الوكالة الأمريكية للأمن النووي أن أي مفاعل نووي في شمال شرق الولاياتالمتحدة لم يضطر إلى وقف عملياته بسبب الإعصار، غير أن أحد المفاعلات وضع في حال الإنذار بسبب ارتفاع مستوى المياه. واضطر المرشحان للبيت الأبيض إلى تعليق حملتهما قبل ثمانية أيام من موعد الانتخابات الرئاسية مع الشلل الذي أصاب الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وتشير التقديرات، الصادرة عن المؤسسات الاقتصادية، إلى أنه من المرجح أن تبلغ قيمة الخسائر الناجمة عن العاصفة 20 مليار دولار على الأقل، ما يجعل إعصار ساندي أحد أكثر الأعاصير كلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة. وعلى الصعيد السياسي صدرت تعليقات كثيرة في الصحافة الأمريكية عن إقحام إعصار ''ساندي'' في الحملة الانتخابية والانعكاسات التي قد تترتب عنها. وقد تفطن المرشحان لذلك، ففي الوقت الذي عاد أوباما إلى البيت الأبيض لتسيير الأزمة، معلنا عن ''الكارثة الكبرى''، بادر رومني بإقامة تجمع خاص ب''المساعدات'' لضحايا ساندي، في أويو، المدينة الفاصلة مع فلوريدا والتي زارها للمرة الخامسة في فترة ستة أيام. ونقلت التقارير أن حوالي 11 مليون ناخب صوتوا قبل الإعصار. ويرى المراقبون أنه دون الفوز بولاية أويو لن يكون لرومني حظ في الفوز. وكتب محللان جامعيان في مقال مشترك أن الطرف ''المنتهية عهدته يتأثر سلبا، وفي غالب الأحيان، سواء غلبت الرطوبة أو الجفاف''. وكتب صاحب افتتاحية ''نيويورك تايمز'' أن إعصار ساندي ''سيقلل من الإشهار التلفزيوني بسبب انقطاع التيار الكهربائي''. ونفس الإشكال تطرحه ''سي أن أن''. وسجلت ''أتلنتيك وير'' أن أوباما يلعب على وتر الرئيس أكثر من وتر المرشح. وأن رومني هو المستفيد لأنه لا يسير الأزمة. وصدر على موقع ''سور بليتيكو'' أن ''لا أحد ربح نقاطا، بل الطرفان ضيّعا نقاطا ثمينة في حالة طوارئ، فكل واحد يعمل على إبراز حاجيات الضحايا''. وتكتب ''واشنطن بوست'' أن ''استغلال الكارثة'' لا يخدم المرشح، وأن الكارثة ''أهم من الانتخابات''. وأجرى موقع ''جول براس'' استطلاعا في روسيا، عن الانتخابات في أمريكا، بيّن أن الغالبية تفضل أوباما على رومني، كون الأول متفتحا للحوار وأن الثاني سيكبح العلاقات الثنائية التي تحسنت في السنوات الأخيرة. ويدور الحديث عن احتمال تأجيل الانتخابات، وقد توقف التصويت في المناطق التي فتحت مراكزها منذ أسبوع. خاصة وأن المرشحين خسرا الكثير جراء الكارثة الطبيعية التي حلت في زمن الحملة.