مديرو المؤسسات الصحية عاجزون عن تسيير الفائض عزوف كبير عن التلقيح الموسمي والنسبة في الجزائر لا تتجاوز 35 بالمائة وجهت وزارة الصحة مراسلة إلى مديرياتها الولائية، لإخطار المؤسسات الصحية بتوفر دفعة ثالثة من اللقاح المضاد للزكام الموسمي، بمعدل 40 ألف جرعة لكل ولاية، وهو ما استغرب منه مسيرو العيادات العمومية، باعتبار أن جميع الفئات المعنية باللقاح تحصلت عليه، كما أن هذه المؤسسات واجهت، حسب محدثينا، صعوبة كبيرة في ''التخلص'' من الفائض في الدفعتين اللتين استفادت منهما في أكتوبر ونوفمبر الماضيين. تلقت المؤسسات الصحية الجوارية مراسلة من المديريات الولائية، تتضمن وصول دفعة ثالثة من اللقاح المضاد للزكام الموسمي، حيث من المرتقب الشروع في توزيع معدل 40 ألف جرعة في كل ولاية. وتأتي هذه الخطوة في وقت أعلنت المؤسسات الصحية انتهاء عمليات التلقيح، حيث استفادت جميع الفئات المعنية من مسنين ومرضى مزمنين وأطفال وحوامل، في الثلاثي الثاني، من جرعاتها المقررة في الحملة الوطنية للتلقيح، وفق الاحتياجات التي عبرت عنها هذه العيادات قبل انطلاق العملية، حسبما أكده مسيرو هذه الهيئات الصحية. وتساءل هؤلاء، في تصريح ل''الخبر''، عن الأسباب الحقيقية وراء لجوء وزارة الصحة إلى توزيع دفعة ثالثة من لقاح الزكام الموسمي، رغم أن المؤسسات الصحية أطلعت المصالح المختصة بانتهاء العملية. وأكثر من ذلك، فإن عددا كبيرا من المسيرين وجدوا صعوبة كبيرة في تسيير الجرعات التي استفادوا منها، بالنظر إلى الكميات التي لم توزع بسبب عزوف المواطنين المعنيين عن التلقيح على مستوى العيادات، باعتبارها متوفرة مجانيا في الصيدليات، كما أن عمال جميع أسلاك الصحة العاملة على مستوى العيادات، والمعنيين بالتلقيح باعتبارهم أكثر عرضة لانتقال الفيروس، يرفضون التلقيح. وكان مدير المخبر الوطني للزكام التابع لمعهد باستور الجزائر، الدكتور فوزي درار، قد أكد، عشية انطلاق حملة التلقيح، بأن معدل التغطية المسجلة لنسبة التلقيح الموسمي في الجزائر لم يتعد خلال السنوات الماضية ال35 بالمائة، للإشارة فإن الجزائر استوردت هذا العام 6, 1 مليون جرعة. وقالت مسيرة العيادات في إطار ذي صلة، إنه في الوقت الذي كان منتظرا تزويدها بمختلف أنواع اللقاحات الموجهة للأطفال التي تعرف ندرة كبيرة، تعمدت الوزارة توزيع جرعات لا حاجة لها على العيادات التي عجزت عن تسيير اللقاحات المكدسة على مستواها.