استبعاد مشروع ''فولكسفاغن'' للسيارات بعد حصرية ''رونو'' كشفت مصادر عليمة ل''الخبر''، أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يقوم رفقة وفد اقتصادي هام بزيارة رسمية إلى الجزائر في 70 جانفي المقبل، يتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة وتعاون، على رأسها إقامة مركب للحديد والصلب هو الأهم من نوعه في المنطقة بقدرة إجمالية تصل الى 10 ملايين طن، منها 2, 5 مليون في المرحلة الأولى بمنطقة بلارة، فضلا عن مشروع استكشاف واستغلال وإنتاج الذهب وإقامة شبكة كبيرة لوجستيكية، فيما تم استبعاد مشروع السيارات ''فولكسفاغن'' بعد افتكاك الشركة الفرنسية ''رونو'' لحصرية مدتها ثلاث سنوات. أوضحت نفس المصادر، أن أمير قطر والوفد المرافق له، سيضم مسؤولين كبار ومتعاملين اقتصاديين سيوقّعون على اتفاقيات اقتصادية هي الأهم من حيث القيمة والحجم التي يتم اعتمادها منذ سنوات. وتأتي في سياق سلسلة من الزيارات المتبادلة التي بدأت بزيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لقطر في جويلية 2008 والتوقيع على اتفاقية منع الازدواج الضريبي ومنع التهرب الجبائي، تلتها زيارتين لأمير قطر في 2010 وأخرى قام بها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ولقاءات ثنائية وزارية بين وزير المالية كريم جودي ووزير الاقتصاد والمالية القطري يوسف حسين كمال مهّدت للتوقيع على مذكرة تفاهم حول إقامة مركب الحديد والصلب في بلارة بجيجل، واقتراح إنشاء صندوق مختلط من أجل إنجاز مشاريع مشتركة بالخارج. وفي جدول أعمال الزيارة، يرتقب التوقيع على الاتفاق النهائي لمصنع الحديد والصلب الذي تصل قدرته الإجمالية 5 مرات قدرات مركب الحجار واختبر له بلارة بجيجل كموقع له، وينتج المصنع على مرحلتين 2 ,5 مليون طن من الفولاذ الطويل، ثم 5 ملايين من الفولاذ المصفّح بتكلفة تصل 2 ,1 مليار دولار. ويقام المشروع بالشراكة وفق قاعدة 49/51 بالمائة بين الشركة الوطنية للصلب ''سيدار'' وشركة ''قطر ستيل''. في نفس السياق، سيتم التوقيع على إقامة مدينة لوجيستية تقدم خدمات التخزين والتبريد والاستيداع، مقابل أتاوات ورسوم تحددها الشركة المسيرة للمشروع بعد انطلاق استغلاله بين شركة الخليج للمخازن والوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري. ويمتد المشروع على مساحة 5, 4 مليون متر مربع، كما يرتقب التوقيع على اتفاق في قطاع المناجم يخص استكشاف واستغلال وإنتاج الذهب. ويأتي الاتفاق بعد تأكد وجود مؤشرات لاحتياطي ذهب أكبر من المخزون المحدد في أمسميسا وتيراك بتنمراست. على صعيد آخر، ينتظر النظر في مشاريع أخرى بين نافطال وقطر للبترول، بعد اقتراح القطريين إقامة محطات وقود على طول الطريق السريع شرق غرب، يضاف إلى ذلك تدعيم الرحلات الجوية بين الجزائر والدوحة وإمكانية توسيع نطاق التعاون في قطاع الفلاحة والنقل البحري والسياحة وأنشطة التنقيب والبحث عن النفط والغاز، والصناعات البتروكيماوية والأسمدة. بالمقابل، استبعد نفس المصدر ملف ''فولكسفاغن'' بعد فرض الشركة الفرنسية ''رونو'' لحصرية في سوق السيارات السياحية لمدة ثلاث سنوات. ورغم تقدم المفاوضات، خاصة وأن قطر تمتلك حصة تصل إلى حوالي 20 بالمائة من رأسمال الشركة الألمانية ''فولكسفاغن بورش''، إلا أن التطورات المسجلة مؤخرا تعيق تجسيد المشروع حاليا. وتساهم الاتفاقيات المبرمة في رفع حصة الاستثمارات القطرية بصورة كبيرة، حيث تقدر حاليا بحوالي 3 ملايير دولار مركّزة في الاتصالات والسياحة والخدمات.