جرت، أمس، عبر مختلف ولايات الوطن، انتخابات خاصة بالمنتخبين في المجالس البلدية والولائية، لاختيار من بينهم 48 عضوا جديدا في الغرفة العليا للبرلمان، في إطار التجديد النصفي لمجلس الأمة. لكن هذه الانتخابات التي تخص ما يسمى ''كبار الناخبين'' لم يكن لها أي صدى أو حضور في الشارع ولم ينتبه إليها المواطن العادي. رغم محدودية الهيئة الناخبة المكونة من المنتخبين المحليين في المجالس البلدية والولائية والمقدر عددهم بقرابة 27 ألف مسجل، وكذا قلة عدد المرشحين المتنافسين، بحكم أن المنافسة تقتصر على مقعد واحد في كل ولاية، غير أن العملية الانتخابية ستمتد طيلة ساعات النهار ولن تقفل مكاتب الاقتراع سوى في موعدها القانوني، ليتم بعدها فرز الأصوات وتحديد قائمة ال 48 سيناتورا الذين سيلتحقون بمبنى زيغود يوسف مع بداية العام الجديد. وإن كان التنافس في هذه الانتخابات كان كالعادة ثنائيا بين الأفالان المتصدر في عدد المنتخبين والأرندي صاحب المرتبة الثانية، غير أن هناك أحزابا أخرى بإمكانها الفوز أو ترجيح كفة الفائزين لما تملكه من منتخبين محليين، على غرار الحركة الشعبية الجزائرية، تكتل الجزائر الخضراء، الأفافاس، حزب العمال والجبهة الوطنية الجزائرية. كما لا يستبعد أن تحدث مفاجآت غير سارة بالنسبة للأفالان والأرندي، بالنظر لوجود فسيفساء بمئات المنتخبين المحليين الذين ينتمون إلى أحزاب صغيرة لم تتقدم بمرشحين لهذا الاستحقاق الانتخابي، ولم تبرم تحالفات مع أحزاب أخرى ولم تعط قياداتها أي ''تعليمات'' لدعم مرشحي أي من الأحزاب. كما أن طابع ''الاقتراع السري'' الذي تجري فيه العملية، من شأنه هو الآخر أن يخلط الحسابات والتوقعات التي رسمتها قيادات الأحزاب الأخرى، بالنظر لعدم ترسخ ''الانضباط'' الحزبي لدى مناضلي الطبقة السياسة في الجزائر، وافتقادهم لتقاليد الممارسة السياسية. وما تسرب بشأن انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة عبر الولايات، أن إقبال الناخبين كان في الموعد سواء بالحضور الشخصي للمنتخبين المحليين أو بواسطة الوكالات. وينتظر أن تبدأ نتائج الفائزين من مرشحي الأحزاب في الظهور خلال الساعة الأولى من غلق مكاتب الاقتراع، بالنظر إلى محدودية مكاتب الانتخاب وقلة عدد المرشحين وكذا ضعف كتلة الناخبين، وبساطة العمليات الحسابية لتحديد الفائز مقارنة بحسابات الانتخابات التشريعية والمحلية السابقة، وكذلك وجود أسبقية على ورق تعطي الأفالان والأرندي النصيب الأكبر من كعكة ال84 مقعدا.