اعتصم المئات من عمال البريد المضربين في ساحة البريد المركزي بالعاصمة، للمطالبة برحيل المدير العام للمؤسسة والتدخل العاجل لرئيس الجمهورية، من أجل إيجاد حل للأزمة التي تعيشها المؤسسة بسبب سوء التسيير وحرمانهم من حقوقهم، بما فيها الزيادة بأثر رجعي منذ .2008 طوّقت مصالح الأمن البريد المركزي بالنظر إلى توافد مستخدمي البريد من كل الولايات، خاصة الشلف والبليدة وبومرداس وتيزي وزو وبجاية وغيرها من الولايات، التي يصر مستخدموها على الضغط على الحكومة من أجل دفع المدير العام إلى الاستقالة. وقال أحد المحتجين في عين المكان ل''الخبر''، بأن ''الوضع الحالي لا يحتمل ولا يمكن لنا أن نوقف حركتنا الاحتجاجية، بعد أن صبت اليوم (أمس) منحة المردودية، لأنها نوع من الرشوة لإسكاتنا وإبقاء المدير في منصبه''. وفضح عدد من العمال الراغبين في تأسيس نقابة مستقلة، حساب بريد الأمين العام للنقابة التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بن جدي مراد، من خلال كشف الحساب الذي يظهر استفادته من مبالغ مالية على مراحل كقروض، ناهيك عن زوجته. وعلى الرغم من أن الوثيقة التي سلمت للصحفيين لا تدل على أنها كشف حساب، كما لم يتسن لنا معرفة رأي المعني بها، حيث ظل هاتفه مغلقا طيلة اليوم، إلا أنها تكشف عن مبلغ إجمالي يقدر ب115 مليون سنتيم، ومبلغ إجمالي يقدر ب53 مليونا في حساب زوجته. وطالب المضربون بفتح تحقيق في الأموال التي تنهب وسوء التسيير ومحاسبة الإطارات الفاسدين، حسبهم، الذين يستفيدون من ''ريع'' المؤسسة على حساب تطورها وعرق العمال الذين يفوق عددهم ثلاثين ألف مستخدم. شلل شبه تام في مراكز بريد بوهران في وهران، توسّعت، أمس، دائرة إضراب عمال بريد الجزائر، بانتشار حالة الشلل التام في جل المكاتب البريدية المتواجدة على مستوى الولاية، حيث التحق السواد الأعظم من مستخدمي المؤسسة بالإضراب، ورفعوا سقف المطالب إلى حد المطالبة بتدخل رئيس الجمهورية. وعاينت ''الخبر''، أمس، وضع الاحتجاج الذي جنح إليه مستخدمو مؤسسة بريد الجزائر، انطلاقا من المركز الجهوي للصكوك البريدية، الذي يضمن جميع التحويلات وعمليات الصرف المالية الخاصة بناحية غرب البلاد، حيث شلّ عمال هذا الأخير كافة النشاطات، وتجمعوا قبالة المركب المالي الواقع في الطريق المؤدي باتجاه وسط بلدية السانيا، رافعين شعارات تم تعليقها في زوايا البناية، منددة بالحفرة وبمضمون الاتفاقية الجماعية الموقعة سنة ,2003 والتي، برأيهم، هضمت جميع حقوقهم المهنية والاجتماعية. المنحة لم توقف إضراب عمال البريد بقسنطينة وفي قسنطينة، دخلت، أمس، معظم مكاتب البريد في إضراب مفتوح، ما عدا القباضة الرئيسية بوسط المدينة وبعض المكاتب البلدية،التي استقبلت، منذ الصباح، المئات من المواطنين الراغبين في سحب رواتبهم وأموالهم، رغم صب منحة 30 ألف دينار لجميع العمال، حسب ما كشفته مصادر مطلعة ووعود الجهات الوصية بدراسة المطالب. وقد أكد العمال المضربون، أن توقيف الإضراب مرتبط بتحقيق الضمانات من قبل الوزارة والخاصة بتطبيق الاتفاقية الجماعية لسنة ,2003 مع ترسيم المناصب المشغولة رسميا من قبل العمال وتسوية عقود العمل الجزئي وتحويلها إلى عقود عمل كلي. محلول: على المضربين تحمل مسؤولياتهم أعلن المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر، محمد العيد محلول، أمس، عن استعداده لاتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتقويم الوضع، مجددا تأكيده على أن إضراب عمال القطاع ''غير قانوني''. وأوضح محلول، في اتصال هاتفي مع ''واج''، بأن الإضراب ''غير قانوني نهائيا''، داعيا المضربين إلى ''تحمّل مسؤولياتهم تجاه العواقب السلبية التي قد يفرزها الوضع''. وفي رده على سؤال حول مطالبة العمال برحيله، أكد ذات المسؤول أنه ليس منتخبا من طرف العمال المضربين بل معيّن، مضيفا أن الأمر قد يتعلق ب''محاولات تغليط''. وتلقى عدد من المستخدمين المضربين إعذارات من طرف الإدارة تلزمهم بضرورة العودة إلى مناصب عملهم خاصة القباض، في حين عاد عدد من مراكز البريد للعمل، بعد أن استعانت الإدارة بالمنخرطين في النقابة الوطنية لعمال البريد لضمان الحد الأدنى من الخدمة وإعادة ''المياه إلى مجاريها''، خصوصا أن أجور أكثر من 200 ألف شرطي تم صبها، أمس، في حساباتهم البريدية، وفتح مكتب نادي الصنوبر للعمل، أمس، من أجل نفس الغرض.