حركة أزواد تهدد بالتحالف مع الإرهابيين.. وهجرة جهاديين من أوروبا إلى الساحل أعلنت مصادر إعلامية أن فرنسا بمعية شركائها تحضر للعملية العسكرية في شمال مالي لطرد الجماعات الإسلامية المسلحة من المنطقة، في إشارة إلى القاعدة والتوحيد والجهاد. ووصفت مصادر دبلوماسية فرنسية بأن ''التهديد الإرهابي في الساحل يعتبر أحد أكبر الانشغالات للسياسة الخارجية الفرنسية''. ذكرت صحيفة ''لوفيغارو'' أن مئة من الجنود التابعين للقوات الخاصة الفرنسية موجودون بالمنطقة، وسيتم دعمهم لاحقا بقوات أخرى من النخبة من القوات البحرية وبطائرات استطلاع وتجسس مرابضة بالنيجر. وحسب نفس المصادر، يقضي المخطط جاري العمل عليه وخصوصا في باريس، بتكوين قوة تدخل عسكرية من مئات الجنود سيتم إرسالها إلى شمال مالي لطرد عناصر القاعدة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي لم تذكره بالاسم قوله بأن التهديد الإرهابي في منطقة الساحل تحول مع مرور السنين إلى ''قضية تخص الأمن الوطني'' بالنسبة لفرنسا. وزادت مخاوف السلطات الفرنسية من تهديدات القاعدة في منطقة الساحل، مثلما كشفت عنه ''لوفيغارو'' بعدما سجلت مصالح المخابرات الفرنسية ''هجرة جهاديين أوروبيين إلى ما اعتبرته ب''ماليستان''.. تقصد مالي، بعدما كانوا يتوجهون إلى وزيرستان في شمال باكستان. وذكر أحد المحققين الفرنسيين أن ''شبكة جديدة بدأت تتشكل منذ عدة أشهر، من خلال هجرة مواطنين إسلاميين للتراب الفرنسي أو من دول أوروبية أخرى من أجل الالتحاق بشمال مالي''. ولم يستبعد مختصون، قدرة عناصر القاعدة تنفيذ اعتداءات على التراب الفرنسي، وذلك بالنظر، لما أضحى يتوفر عليه التنظيم من أسلحة تم تهريبها من المخازن الليبية بعد سقوط نظام القذافي، وخصوصا صواريخ أرض-جو التي لم يتم استعمالها بعد حسب تصريح دبلوماسي فرنسي ''لعدم المعرفة بكيفية تشغيلها''. مقابل ذلك تقوم عناصر القاعدة في الساحل بتجنيد عناصر في صفوفها من عدة دول إفريقية على غرار السنغال وكوت ديفوار وبوركينافاسو والنيجر، وهو ما يجعل التنظيم ''عابرا للحدود''. وفي سياق متصل، أعلن وزيرا دفاع مالي ''ياموسى كامارا'' وكوت ديفوار ''بول كوفي'' مساء أول أمس، أن باماكو والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ''إيكواس'' توصلت إلى اتفاق على شروط انتشار قوة إفريقية في مالي على أن يكون مقرها العام في العاصمة باماكو. ورحب وزير الدفاع لكوت ديفوار بهذا الاتفاق، وأشار إلى أنه يمكن القول إن مالي والمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا بلغتا مرحلة تنفيذ عمليات القوات على الأراضي المالية. من جهته هددت حركة الأزواد على لسان إبراهيم أغ محمد إصلاح عضو المجلس الانتقالي، ب''التحالف مع الجماعات الإسلامية والإرهابيين في شمال مالي'' في حالة عدم توصل حركة أزواد الى اتفاق مع حكومة باماكو''. وقال المتحدث في تصريح لوكالة فرانس بريس ''نحذر من أي تدخل عسكري خارجي في إقليم أزواد إذا لم يكن هناك اتفاق مسبق بين الحركة والحكومة المالية، وإلا سوف نتحالف حسب الظروف مع الجماعات الإسلامية والإرهابية''، في إشارة إلى القاعدة والتوحيد والجهاد وأنصار الدين، داعيا للإسراع بفتح ''قنوات الحوار بين الأزواد وباماكو'' مثلما وعد بذلك الرئيس دياكوندا تراوري. يأتي هذا في وقت تفتتح غدا بنيويورك قمة أممية حول الساحل ومالي، وصفت بأنها ''رفيعة المستوى'' سيشارك فيها ممثلون عن دول الميدان (مساهل يمثل الجزائر) بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ويرتقب أن يعين رئيس المفوضية الإفريقية السابق الغابوني جون بينغ كممثل للأمم المتحدة في منطقة الساحل بالنظر لعلاقته القوية بالاتحاد الإفريقي، وخبرته ومعرفته بمشاكل القارة.