قصفت طائرات فرنسية مقاتلة كهوفا ومخابئ تقع تحت الأرض في مرتفعات إيفوغاس، شمالي إقليم الأزواد، باستعمال صواريخ خارقة للتحصينات أمريكية الصنع يمكنها تدمير مخابئ تحت الأرض. قال مصدر عليم إن أهم أولويات الجيش الفرنسي هي تدمير مخزون الجماعات المسلحة من الصواريخ أرض جو، والصواريخ الروسية المهربة من ليبيا، حيث تقدر بعض المصادر أن الجماعات المسلحة الإسلامية حصلت على ما لا يقل عن 500 صاروخ أرض جو روسي خفيف، أغلبها هرب من ليبيا، بالإضافة إلى المئات من صواريخ الكاتيوشا. واستعملت طائرات ''رافال'' الفرنسية صواريخ لتدمير مخابئ وكهوف تحت الأرض تستعمل منذ سنوات من قبل كتائب الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقال مصدر جزائري على صلة بالشأن الأمني في منطقة الأزواد إن عدة مخابئ وكهوف عالية التحصين استعملت على مدى أكثر من 10 سنوات من قبل عناصر القاعدة، وقبلهم الجماعة السلفية، في مرتفعات إيفوغاس بشمال إقليم الأزواد، تم تدميرها في سلسلة غارات جوية ليلة السبت إلى الأحد الماضي. وأفاد ذات المصدر بأن مثل هذه الصواريخ الدقيقة والخارقة للتحصينات يملكها الجيش الأمريكي بمعية عدد محدود من دول العالم، ولا يعتقد بأن الجيش الفرنسي حصل عليها في السنوات الماضية، ما يعني أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت في إمداد الجيش الفرنسي بالتجهيزات، أو أنها تشارك في عمليات القصف دون الإعلان عن ذلك. وأشارت مصادرنا إلى أن عمليات القصف امتدت إلى مواقع لا تبعد عن الحدود الجزائرية سوى بأقل من 150 كلم، حيث استهدف موقع متقدم سابق للجيش المالي غير بعيد عن مدينة الخليل احتله مسلحو حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا مؤخرا. وتتضمن الخطط الفرنسية، حسب التطورات الميدانية والعمليات القتالية في مالي، تدمير مخزون الجماعات والفصائل المسلحة من صواريخ أرض جو والقذائف الصاروخية، بما فيها صواريخ غراد وكاتيوشا التي سرقت من معسكرات الجيش الليبي، وتدمير قدرات الفصائل المسلحة لكبحها عن التنقل وشبكة مواصلاتها تمهيدا لاقتحام المدن الأزوادية من قبل قوات الجيش المالي والقوات الإفريقية. ويحتاج تدمير مخزون الفصائل المسلحة من الصواريخ لمعلومات استخبارية وتفاصيل شديدة الدقة، وهو ما يعتقد بأنه تم من خلال التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع فوق إقليم الأزواد خلال الأشهر الماضية، حيث مسحت طائرات الاستطلاع بدون طيار وأخرى مأهولة الإقليم عدة مرات. كما تحتاج هذه العمليات للنجاح إلى غارات جوية مكثفة قد تتواصل لعدة أسابيع. م.