صنفت وزارة الدفاع الأمريكيةإقليم أزواد ومناطق من الصحراء الكبرى المتاخمة لشمال مالي، بما فيها صحراء النيجر والصحراء الشرقية في موريتانيا، كميدان حرب على الإرهاب، فيما نقلت الجزائر للولايات المتحدة وفرنسا مخاوفها من النتائج الإنسانية لأية عمليات عسكرية في شمال مالي. قالت مصادر حسنة الاطلاع إن هذا التصنيف يعني أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ووكالة الأمن القومي ستوجه وسائل تجسس كبيرة ومهمة، للعمل في هذه المنطقة التي يعد إقليم أزواد نقطة الارتكاز فيها. وأفادت المصادر بأن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أبلغت الجزائر، عندما زارتها الأسبوع الماضي، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعول على مشاركة القوات المسلحة الجزائرية بشكل محوري في جهود مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة. ويعني هذا التصنيف العسكري أن خبراء الأمن القومي ووزارة الدفاع الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد وضعوا الإقليم بالكامل تحت المجهر، وأن كل التحركات باتت تحت المراقبة. ويعد هذا الإجراء، حسب متابعين، عملا أوليا في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث سيقرر الرئيس الأمريكي بعدها إجراءات إضافية. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الأمريكيين سيشاركون في الحرب بتقديم معلومات استخبارية، وصور فضائية شديدة الدقة للدول التي ستخوض الحرب. وأبلغت الجزائر الأمريكيين معارضتها لمخططات عسكرية اقترحتها دول غربية تقضي بإخضاع منطقة أزواد لعمليات قصف جوي مركزة، تستهدف المواقع العسكرية للتنظيمات السلفية الجهادية، بما فيها القاعدة التي تسيطر على شمال مالي، قبل التدخل العسكري البري المباشر. ويهدف التحضير للغارات الجوية للتغطية على النقص في عدد القوات البرية المشاركة مقارنة باتساع مساحة الإقليم. وأضافت نفس المصادر بأن الجزائر عارضت بشدة مخططات عسكرية أولية، تقضي بإخضاع أهداف عسكرية تابعة للتنظيمات المسلحة المتحالفة مع القاعدة، وجماعة التوحيد والجهاد، لعمليات قصف جوي وصاروخي مركزة تتواصل بين أسبوعين وشهر، قبل الشروع في نشر القوات البرية التابعة للدول المتحالفة. وتضمنت الأهداف قواعد سابقة للجيش المالي تسيطر عليها جماعة التوحيد والجهاد في شمال وشرق مدينة غاو، وقواعد أخرى تسيطر عليها حركة أنصار الدين، ومخابئ جبلية في منطقة أدغاغ إيفوغاس وأزواغ، يستعملها قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب كملاجئ ضد الغارات الجوية. ويعتقد بأن هذه الملاجئ أعيد بناؤها في الأشهر الماضية وتحولت من مجرد مخابئ عادية بسيطة، كانت تستغل قبل طرد القوات النظامية المالية من الإقليم من طرف تنظيم القاعدة للاختباء، إلى مواقع محصنة ومجهزة يمكنها الصمود أمام القصف المدفعي والجوي غير المركز. وقالت مصادر عليمة إن الجزائر قدمت معلومات لدول الميدان حول العشرات من الأهداف العسكرية، منها مخابئ بعيدة في الصحراء، يستغلها قادة التنظيمات الجهادية للاختباء أثناء عمليات الاستطلاع الجوي، ويمكن للغارات الجوية استهدافها دون تعريض السكان المحليين للمخاطر. وقد حذرت الجزائر الدول التي قررت المشاركة في العمليات من استهداف المراكز الأمنية والعسكرية في المدن الرئيسية في إقليم أزواد، كون أغلب القادة الخطيرين للتنظيمات السلفية المسلحة غادروها. كما أن تنظيم القاعدة أخلى أغلب عناصره إلى خارج المنطقة، بالإضافة إلى احتمال تعريض حياة السكان المدنيين للخطر. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن المخططين العسكريين لعملية نشر القوات في إقليم أزواد، أنشأوا غرفة عمليات مؤقتة تعمل على تجميع المعلومات الاستخبارية وتنسيق التعاون بين القوات الإفريقية وقوات دول الميدان والقوات الفرنسية والغربية، وتنتظر المخططات الأولية المقترحة مصادقة رؤساء أركان الجيوش التي تشارك في عملية نشر القوات في إقليم أزواد.