أصدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كتاب ''تحذير العبقري من محاضرات الخضري'' للعلاّمة الشيخ محمد العربي التباني السطايفي المكي، المدرِّس بمدرسة الفلاح في مكة وبالحرم المكي أيضاً، في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية .2011 يتناول الشيخ في هذا الكتاب بعض المسائل حول الصّحابة، رضوان الله عليهم، ويرد على الخضري في محاضراته الّتي جمعها في كتاب حمل اسمه، حيث يقول عنه الشيخ: ''فيطلق لقلمه العنان ليسطّر ما يشاء له هواه، من غير تمحيص ولا روية ولا رجوع إلى مصادر التاريخ الإسلامي المعتبرة، ويقدح في سادات الأمّة وأجلاّء الملّة، ويصفهم بما لا يتّفق مع ما لهم من عظيم السابقة إلى الإسلام، ممّا يوجب جَرحهم ويجافي نزاهتهم وعدالتهم، المشهود لهم بها من الله ورسوله والمتّفق عليها سلفاً وخلفاً''. وقد مَهَّد المصنّف كتابه هذا بمقدمة ذكر فيها القواعد الصّحيحة الّتي بمقتضاها توثّق الأخبار أو تخرج، وقد اقتصر في نقده على الجزء الخاص بالصّحابة، كما تعرّض لبعض الموضوعات الأخرى الدينية لقصة النيل، وبناء البيت، وحجِّه، والخلافة الإسلامية وقصّة الإسراء والمعراج. ويمكن القول بأنّ هذا الكتاب جمع في طياته جانباً من التاريخ والسِّيرة النّبويّة والأخلاق المصطفوية، وردّ على مَن فسّر بعض آية القرآن برأيه الفاسِد الذي لا يستند إلى كتاب أو سنّة أو إجماع. تجدر الإشارة إلى أنّ د. بوعبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، في تقديمه للكتاب، أفاد أنّ العلامة التباني: ''بقي مُخلصاً للجزائر ولمغاربيته بالمعنى الثقافي والتاريخي''، مشيراً إلى أنّه: ''ناظر الوهابيّين في مسائل يرونها بدعة وخروجاً عن الشّرع، منها قراءة القرآن الكريم على الأموات''، مؤكداً أنّ للشيخ: ''مساهمات معتبرة في مجال تراجم الشّخصيات التاريخية ومحاولة تصحيح بعض الحقائق التاريخية''.