هل تصدقون أن الصحافة الأمريكية الأكثر مهنية في العالم، تقوّلت على وزير خارجية الجزائر مدلسي وقوّلته ما لم يقل بخصوص ما ذكرته منسوبا له بالقول إن الجيش الوطني الشعبي قد ارتكب أخطاء في معالجة قضية عين أميناس؟! المعروف عن المسؤولين الجزائريين أنهم من أكثر المسؤولين في العالم تنكرا لما يصرحون به، لأنهم لا يعرفون ما يقولون. مدلسي في دافوس يكون قد تعامل مع الصحافة الأمريكية، كما لو كان يتعامل مع صحافة ''لاناب ورجال واقفون'' في الجزائر.. يصرح لها وعندما يثير تصريحه ردود أفعال سلبية، يتخلص منه بسهولة بنفي ما قاله واتهام الصحفيين بالكذب عليه.! سألت مرة السيد عبد العزيز بوتفليقة: كيف كنت تتلقى التوجيهات في السياسة الخارجية من الرئيس بومدين.؟! فأجابني: كان يقول لي: إذا غابت لك فتصرف كثائر فذاك هو موقف الجزائر؟! الأكيد أن مدلسي لو تصرف كثائر عندما سئل عن تصرف الجيش في عين أميناس، لكانت إجابته للصحفيين الأمريكان غير هذه التي أثارت الاستياء واضطرته إلى تكذيب نفسه وليس تكذيب الصحافة الأمريكية؟! لو تصرف كثائر لقال للسائلين: الجيش الجزائري مشكور على أنه تصرف بالقوة المطلوبة مع هؤلاء الغزاة.! ومن يدخل الجزائر دون إذن الجزائريين، سيعامل بأعنف ما عامل به الجيش غزاة عين أميناس! وهنا لابد أن يحيي ما قاله عبد القادر بن صالح في مجلس الأمة بخصوص هذا الموضوع.. فمن يضع رجله في تراب الجزائر تكسر ... الجيش الذي لا يفعل ذلك ليس جيش الجزائر.! ماذا يريد الغرب من الجزائر؟! أن يقابل جيشها بالورود من يغزو المنشآت البترولية بالصواريخ.. هؤلاء الغزاة يحملون صواريخ وقنابل ولا يحملون ''سبوزاطوار''.! شيء آخر استفزني أكثر من كلام مدلسي، هو قول عميد في الجيش أمام البرلمان أثناء مناقشة قانون المعاشات للجيش.. قوله: ما جرى في عين أميناس يجري مثله كل يوم في الجزائر.! لا يا سيادة العميد ما جرى في عين أميناس لا يجري مثله كل يوم في الجزائر.. الجزائر لا تتعرض كل يوم إلى عدوان خارجي كالذي جرى في عين أميناس.! وإلا كان الأمر كارثيا.. ولا تقل مرة أخرى مثل مدلسي إنك لم تقل مثل هذا الكلام أو لم تقصده؟! لست أدري لماذا تستحي قيادة الجيش من الحديث عن إنجاز الجيش في عين أميناس وتسند ذلك إلى مجرد ضابط مختص بالمعاشات؟! ثمة تصريح آخر أسقط ما تبقى من شعر رأسي وهو تصريح لويزة حنون ضد أبو جرة: حين قالت: إنه يريد أن يكون ''مرسي الجزائر''. وهاجمته لأنه، كما قالت، يعارض بوتفليقة؟! يبدو أن حنون اختلطت عليها الأمور، فأصبحت تعارض المعارضة ولا تعارض الحكم؟! أبو جرة قال إنه لن يترشح لقيادة حزبه مجددا.. وليت حنون التي تقود حزبها بطريقة الشركة الخاصة منذ نصف قرن، تحذو حذو أبو جرة وأويحيى وبلخادم.! أحزاب التحالف الرئاسي تغير قيادتها.. وحنون عوض أن تفعل ذلك راحت تهاجم هذه القيادات الراحلة..! حنون أصبحت لا تطالب بتغيير النظام، لأنها أصبحت كثيرة التردد على فرنسا مؤخرا، لأسباب لا نعرفها يقينيا ولكن نشم روائحها الكريهة! أنا اليوم لست تعبانا.. وأحس بالقوة الخارقة التي تأتي عادة قبل سكرات الموت؟!