جدّد المدير الجهوي لشركة نفطال بولاية تيارت، إصراره على تحويل صهاريج الطاقة المتواجدة بولاية البيّض للسنة الثالثة على التوالي. ولم تنفع مع مسؤول نفطال المراسلات الرسمية الموجهة لوصايته، مما جعل الأمر يتحول لقضية رأي عام. صرّح والي البيّض أنه لا يعرف سبب ''الملاحقة التي يشنها المدير الجهوي لنفطال بولاية تيارت ضد ولاية البيّض''، وهذا بعد أن جدّد مدير نفطال هذا الشتاء أيضا إصراره على نقل صهاريج الطاقة المتواجدة بولاية البيّض، التي يتم اللجوء إليها خاصة في الظروف الطبيعية القاسية والمستمرة عادة بهذه الولاية. وقال الوالي في تصريح ل''الخبر'' إن ''مدير نفطال الجهوي يشن حملة ضد ولايته لتحويل هذه الصهاريج التي تعد بالنسبة للسكان ''خزانا استراتيجيا'' في حالات غلق الطرقات بفعل الثلوج والفيضانات كما هو معروف عن هذه الولاية المعزولة أصلا. وتابع الوالي يقول إن مدير نفطال يريد نقل هذه الصهاريج وتعويضها بتموين الولاية بالشاحنات، وهو إجراء لم يستصغه الوالي الذي ما زال يواصل القضاء على مخلّفات الفيضانات الدامية التي ضربت الولاية قبل سنة وعزلتها بشكل كبير وقطعت أوصالها كما هو معروف. وقد رفض سليم صمودي والي البيّض جملة وتفصيلا قرار مدير نفطال وراسل وزير الطاقة والمناجم، مثلما قال ل''الخبر'' عن عواقب قرار مثل الذي يعتزم مدير هذه المؤسسة العمومية اتخاذه. ولم يتردد الوالي في التساؤل عن دور نواب الولاية وموقفهم من هذا الأمر الخطير الذي له تبعات لا يعرفها مدير نفطال. أما محليا فلم يمر قرار مدير نفطال دون رد فعل، فقد بدأ نقاش جدي بين جمعيات ومواطنين لأخذ مبادرات وأشكال رد فعل متقدمة، بعد أن ''نزلت درجة حفرتهم من الحكومة لمجرد أن مدير مؤسسة عمومية مهمته خدمتهم وليس معاقبتهم ومعاقبة سكان المناطق المعزولة المتضررة أصلا''. وقد حاولت ''الخبر'' مرارا ربط الاتصال بمدير نفطال لمعرفة روايته وخلفيات قراره غير أننا لم نتمكن من ذلك. وكانت ذات الشركة قد أثارت نفس الموقف في ولاية تيسمسيلت عندما قررت حرمانها هي أيضا مما كانت توفّره لها من مخازن محلية لوقود السيارات، حيث قررت شركة نفطال نقل كل مخازنها إلى ولاية تيارت، وهو نفس القرار الذي تعتزم تطبيقه في ولاية معسكر. ويقول عارفون بالموضوع أن شركة ''نفطال'' اتخذت هذه القرارات ''تحت ضغط مجموعة من ملاك شاحنات نقل الوقود، ذوي النفوذ، الذين تعتزم الشركة إبرام عقود معهم للنقل إلى محطات التوزيع الموجودة في هذه الولايات''. وعلمت ''الخبر'' أن ولاة معسكر وتيسمسيلت أيضا راسلوا وزير الطاقة والمناجم حول هذا الموضوع، الذي ''يسبب اضطرابات هذه الولايات في غنى عنها في هذا الظرف الحساس، خاصة بالنسبة لولايتي البيض والنعامة الصحراويتين'' كما ذكرت مصادر مؤكدة.